المطلب الأول : عناية الصحابة بالقرآن الكريم
تدلنا الروايات التي وردت حول وقعة اليمامة وحديث جمع القرآن الكريم على مدى العناية والاهتمام من الصحابة رضوان الله عليهم بالقرآن الكريم. فكان حفظ القرآن الكريم شعارا لهم في وقعة اليمامة، حيث كانوا يتنادون به، ويشجعون أنفسهم أمام قوة عدوهم بعبارات تدل على حفظهم للقرآن الكريم، ومن العبارات التي وردت على ألسنتهم عندما حمي الوطيس : قولهم "يا أصحاب سورة البقرة" وقول سالم مولى أبي حذيفة - للمهاجرين عندما خشوا أن يؤتوا من قبله -"بئس حامل القرآن أنا إذا" وقول أبي حذيفة :"يا أهل القرآن : زينوا القرآن بالفعال.") (١)
كما نلحظ فزع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه لما علم بكثرة القتلى من القراء، وخشي أن يشتد في مواقع أخرى ويكثر القتلى منهم فيذهب كثير من القرآن. ودار حوار بينهما حول كيفية العمل والحال ما وقع، ثم استدعى الخليفة أبو بكر الصديق زيد بن ثابت رضي الله عنه وأمره بجمع القرآن الكريم فدلَّ ذلك على مدى اهتمامهم بالقرآن الكريم حيث جعلوه من أولويات عملهم، بعد أن تناقش الجميع في الأمر وانتهوا إلى ما انتهوا إليه.
_________
(١) انظر البداية والنهاية ج٦ -ص ٣٢٤، وجمع القرآن بين الحقائق الثابتة والشبهات الهابطة ص٩٠.


الصفحة التالية
Icon