وقوله: (يدبر الأَمر من السماء إِلى الأرض) و(ولو شئنا لآتينا كل نفسٍ هُداها) شرح لقوله: (وما تَدري نفسٌ ماذا تكسِبُ غداً) وقوله: (أَئذا ضللنا في الأرض) إلى قوله: (قُل يتوفاكُم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم مرجعكُم) شرح لقوله: (وما تَدري نفسٌ بأَي أَرض تموت) فللهِ الحمد على ما ألهم
سورة الأحزاب
أقول: وجه اتصالها بما قبلها: تشابه مطلع هذه، ومقطع تلك، فإن تلك ختمت بأمر النبي ﷺ بالإعراض عن الكافرين، وانتظار عذابهم، ومطلع هذه الأمر بتقوى الله، وعدم طاعة الكافرين والمنافقين، فصارت كالتتمة لما ختمت به تلك، حتى كأنهما سورة واحدة
سورة سبأ
أقول: ظهر لي وجه اتصالها بما قبلها، وهو أن تلك لما ختمت بقوله: (ليُعذبَ اللَهُ المُنافقينَ والمُنافِقات والمُشركينَ والمُشرِكات ويتوب اللَهُ على المؤمنينَ والمؤمنات) افتتحت هذه بأن له ما في السموات وما في الأرض وهذا الوصف لائق بذلك الحكم، فإن الملك العام، والقدرة التامة، يقتضيان ذلك وخاتمة سورة الأحزاب: (وكانَ اللَهُ غَفوراً رَحيماً) وفاصلة الآية الثانية من مطلع سبأ: (وهوَ الرحيم الغفور)
سورة فاطر
أقول: مناسبة وضعها بعد سبأ تآخيهما في الافتتاح بالحمد، مع تناسبهما في المقدار وقال بعضهم: افتتاح سورة فاطر بالحمد مناسب لختام ما قبلها، من قوله: (وحيل بينَهُم وبينَ ما يشتهون كما فعلَ بأشياعهم من قبلهم) فهو نظير اتصال أول الأنعام بفصل القضاء المختتم به المائدة
سورة يس
أقول ظهر لي وجه اتصالها بما قبلها: أنه لما ذكر في سورة فاطر قوله: (وجاءَكُم النَذير) وقوله: (وأَقسِموا باللَهِ جهد أيمانهم لئن جاءهُم نذير ليكونن أَهدى من إِحدى الأُمم فلما جاءهم نذير) والمراد به محمد ﷺ وقد أعرضوا عنه وكذبوه، فافتتح هذه السورة بالإقسام على صحة رسالته، وأنه على صراط مستقيم، لينذر قوماً ما أنذر آباؤهم وهذا وجه بين وفي فاطر: (وسخرَّ الشمس والقمر) وفي يس (والشَمسُ تَجري لمستقرها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم) وذلك أبسط وأوضح وفي فاطر: (وترى الفُلكَ فيه مواخر) وفي يس (وآية لهم أَنا حلمنا ذُريَتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهُم مِن مثله ما يركبون وإن نشأ نُغرِقُهُم فلا صريخ لهُم ولاهُم ينقذون) فزاد القصة بسطاً
سورة الصافات
أقول هذه السورة بعد (يس) كالأعراف بعد الأنعام، وكالشعراء بعد الفرقان، في تفصيل أحوال القرون المشار إلى إهلاكهم، كما أن يتنك السورتين تفصيل لمثل ذلك كما تقدم
سورة ص
أقول: هذه السورة بعد الصافات، كطس بعد الشعراء، وكطه والأنبياء بعد مريم، وكيوسف بعد هود، في كونها متممة لها بذكر من بقى من الأنبياء، ممن لم يذكروا فيها، فإنه سبحانه ذكر في الصافات نوحاً، وإبراهيم، والذبيخ، وموسى، وهارون ولوطاً، وإلياس، ويونس، وذكر هنا داود، وسليمان، وأيوب، وأشار إلى بقية من ذكر، فهي بعدها أشبه شيء بالأنبياء وطس، بعد مريم والشعراء
سورة الزمر
لا يخفى وجه اتصال أولها بآخر (ص)، حيث قال في (ص) (إِن هو إِلا ذكر للعالمين) ثم قال هنا (تنزيل الكتاب من اللَهِ) فكأنه قيل: هذا الذكر تنزيل وهذا تلاؤم شديد، بحيث أنه لو أسقطت البسملة لا لتأمت الآيتان كالآية الواحدة وقد ذكر الله تعالى في آخر (ص) قصة خلق آدم، وذكر في صدر هذه قصة خلق زوجه، وخلق الناس كلهم منه، وذكر خلقهم في بطون أمهاتهم خلقاً من بعد خلق، ثم ذكر أنهم ميتون، ثم ذكر وفاة النوم والموت، ثم ذكر القيامة، والحساب، والجزاء، والنار، والجنة وقال: (وقَضى بينَهُم بالحق وقيل الحمدُ للَهِ ربِ العالمين) فذكر أحوال الخلق، من المبدأ إلى المعاد، متصلاً بخلق آدم المذكور في السورة التي قبلها
سورة غافر
أقول: وجه إيلاء الحواميم السبع سورة الزمر: تآخى المطالع في الافتتاح بتنزيل الكتاب وفي مصحف أبي بن كعب: أول الزمر (حم)، وذلك مناسبة جليلة ثم إن الحواميم ترتبت لاشتراكها في الافتتاح ب(حم)، وبذكر الكتاب بعد حم، وأنها مكية، بل ورد في الحديث أنها نزلت جملة وفيها شبه من ترتيب ذوات (الر) الست