قوله :﴿ وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ وهو الإسلام. ﴿ وَإِنَّ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة عَنِ الصراط ﴾ عن دين الحق « لَنَاكِبُونَ » لعادون عن هذا الطريق، لأنَّ طريق الاستقامة واحد وما يخالفه فكثير.
قوله :« عَنِ الصِّرَاطِ » متعلق ب « نَاكِبُونَ » ولا تمنع لام الابتداء من ذلك على رأي تقدّم تحقيقه. والنُّكُوب والنَّكْبُ : العدول والميل، ومنه : النَّكْبَاء للريح بين ريحين، سُميت بذلك لعدولها عن المهاب، وَنَكَبَتْ حوادثُ الدهرِ، أي : هَبّت هبوب النَّكْبَاء.
والمَنْكِبُ : مجتمع ما بين العَضُدِ والكتف، والأَنْكَبُ : المائل المَنْكِب، ولفلان نِكَابَة في قومه أي : نقابة فتشبه أن تكون الكاف بدلاً من القاف، ويقال : نَكَبَ ونَكَّبَ مخففاً ومثقلاً.
قوله :﴿ وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ ﴾ قحط وجدب وقيل : ضرر القتال والسبي. وقيل : مضار الآخرة وعذابها.
قوله :« للجُّوا » جواب « لَوْ »، وقد توالى فيه لاَمَان، وفيه تضعيف لقول من قال : جوابها إذا نفي ب ( لم ) ونحوها مما صدر فيه حرف النفي بلام أنه لا يجوز دخول اللام ولو قلت : لو قام لَلَمْ يقم عمرو، لَمْ يجز، قال : لئّلا يتوالى لامان، وهذا موجود في الإيجاب كهذه الآية، ولم يمتنع، وإلا فما الفَرْق بين النفي والإثبات في ذلك واللّجَاجُ : التمادي في العناد في تعاطي الفعل المزجور عنه، ومنه اللَّجَّة : بالفتح : لتردد الصوت، كقوله :
٣٨٠٥- في لَجَّةٍ أَمْسِكْ فُلاَناً عن فُلِ... ولجَّة البحر لتردد أمواجه، ولَجَّةُ الليل لتردّد ظلامه. واللَّجْلَجَةُ تردّد الكلام، وهو تكرير لَجَّ، ويقال : لَجَّ والتَجَّ. ومعنى الآية : لتمادوا في طغيانهم وضلالهم وهم متحيرون لم ينزعوا عنه.