﴿ إِنَّ الله اصطفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى العالمين ﴾ [ آل عمران : ٣٣ ] على أن الأنبياء أفضل من الملائكة.
تنبيه
قال :« ابن زَيْدٍ » : أراد به المؤمن منهم؛ لأن عُصَاتهم مُسِخُوا قردةً وخنازير. وقال :﴿ لُعِنَ الذين كَفَرُواْ مِن بني إِسْرَائِيلَ ﴾ [ المائدة : ٧٨ ].

فصل في بيان أن خطاب الله لبني إسرائيل هو كذلك للعرب


جمعي ما خوطب به بنو إسرائيل تنبيه للعرب، وكذلك أقاصيص الأنبياء تنبيه وإرشاد، قال تعالى :﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الألباب ﴾ [ يوسف : ١١١ ]، وقال تعالى :﴿ الذين يَسْتَمِعُونَ القول فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ﴾ [ الزمر : ١٨ ].
وروي قتادة قال : ذكر لنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول : قد مضى والله بَنُوا إسرائيل وما يغني ما تَسْمَعُونَ [ عن ] غيركم.
فإن قيل : لما [ خصهم ] بالنعم العظيمة في الدنيا، فهذا يناسب أن يخصهم أيضاً بالنعم العظيمة في الآخرة، كما قيل : إتمام المعروف خَيْرٌ من ابتدائه، فلم أردف ذلك التخويف الشديد في قوله :﴿ واتقوا يَوْماً ﴾ [ البقرة : ٤٨ ].
والجواب :[ أن ] المعصية مع عظيم النِّعمة تكون أقبح وأفحِش، فلهذا حذرهم عنها.


الصفحة التالية
Icon