وسابعها : يجوز أن يكون المستوقد - ها هنا - مستوقد نار لا يرضاها الله تعالى، والغرض تشبيه الفتنة التي حاول المنافقون إثارتها بهذه النار، فإنَّ الفتنة التي كانوا يثيرونها كانت قليلة البقاء، ألا ترى إلى قوله تعالى :﴿ كُلَّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا الله ﴾ [ المائدة : ٦٤ ].
وثامنها : قال سعيد بن جبير : نزلت في اليهود، وانتظارهم لخروج النبي - عليه الصلاو والسلام - لإيقاد النَّار، وكفرهم به بعد ظهوره، كزوال ذلك النور؛ قاله محمد بن كَعْبٍ، وعطاء.
والموقود - هنا - هو سطوع النَّار وارتفاع لهبها.
والنَّار : جوهر لطيف مضيء حامٍ محرق، واشتقاقها من نَارَ يَنُورُ إذا نفر؛ لأن فيها حركةً واضطراباً، والنور مشتق منها، وهو ضوؤها، والمنار العلامة، والمَنَارة هي الشَّيء الذي يؤذن عليها ويقال أيضاً للشيء الذي يوضع عليه السّراج منارة، ومنه النُّورَة لأنها تطهر البدن، والإضاءة فرط الإنارة، ويؤيده قوله تعالى :﴿ هُوَ الذي جَعَلَ الشمس ضِيَآءً والقمر نُوراً ﴾ [ يونس : ٥ ].
وما حول الشيء فهو الذي يتّصل به تقول : دار حوله وحواليه.
والحًوْل : السَّنة؛ لأنها تحول، وحال العَهْدِ أي : تغير، ومنه حال لونه.
والحوالة : انقلاب الحّقّ من شخص إلى شخص، والمُحَاولة : طلب الفعل بعد أن لم يكن طالباً له، والحَوَل : انقلاب العَيْنِ، وَالحِوَل : الانقلاب قال تعالى :﴿ لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً ﴾ [ الكهف : ١٠٨ ].
والظّلمة : عدم النُّور عما من شأنه أنْ يَسْتَنِيرَ، والظّلم في الأصل عِبَارةٌ عن النُّقصان قال تعالى :﴿ ءَاتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمِ مِّنْهُ شَيْئاً ﴾ [ الكهف : ٣٣ ] أي : لم تَنْقُص.
والظّلم : الثلج، لأنه ينقص سريعاً. والظَّلَمُ : ماء آسنٌ وطلاوته وبياضه تشبيعاً له بالثلج.