أخرج ابن ماجة عن البراء قال « صلينا مع رسول الله ﷺ نحو بيت المقدس ثمانية عشر شهراً، وصرفت القبلة إلى الكعبة بعد دخوله إلى المدينة بشهرين، وكان رسول الله ﷺ إذا صلى إلى بيت المقدس أكثر تقلب وجهه في السماء، وعلم الله من قلب نبيه أنه يهوى الكعبة، فصعد جبريل فجعل رسول الله ﷺ يتبعه بصره وهو يصعد بين السماء والأرض ينظر ما يأتيه به، فأنزل الله ﴿ قد نرى تقلب وجهك في السماء... ﴾ الآية. فقال رسول الله ﷺ : يا جبريل كيف حالنا في صلاتنا إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله ﴿ وما كان الله ليضيع إيمانكم ﴾ [ البقرة : ١٤٣ ] ».
وأخرج الطبراني عن معاذ بن جبل قال « صلى رسول الله ﷺ بعد أن قدم المدينة إلى بيت المقدس سبعة عشر شهراً، ثم أنزل الله أنه أمره فيها بالتحوّل إلى الكعبة فقال ﴿ قد نرى تقلب وجهك في السماء... ﴾ الآية ».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال « كان النبي ﷺ إذا سلم من صلاته إلى بيت المقدس رفع رأسه إلى السماء، فأنزل الله ﴿ قد نرى تقلب وجهك... ﴾ الآية ».
وأخرج النسائي والبزار وابن المنذر والطبراني عن أبي سعيد بن المعلى قال « كنا نغدو إلى المسجد على عهد رسول الله ﷺ، فنمر على المسجد فنصلي فيه، فمررنا يوماً ورسول الله ﷺ قاعد على المنبر، فقلت : لقد حدث أمر... ! فجلست. فقرأ رسول الله ﷺ هذه الآية ﴿ قد نرى تقلب وجهك في السماء ﴾ حتى فرغ من الآية، فقلت لصاحبي : تعال نركع ركعتين قبل أن ينزل رسول الله ﷺ، فنكون أول من صلى فتوارينا فصلينا، ثم نزل رسول الله ﷺ فصلى للناس الظهر يومئذ إلى الكعبة ».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ﴿ قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها ﴾ قال : هو يومئذ يصلي نحو بيت المقدس، وكان يهوى قبلة نحو البيت الحرام، فولاه الله قبلة كان يهواها ويرضاها ﴿ فول وجهك شطر المسجد الحرام ﴾ قال : تلقاء المسجد الحرام.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال : قالت اليهود : يخالفنا محمد ويتبع قبلتنا... ! فقال : يدعو الله ويستفرض القبلة، فنزلت ﴿ قد نرى تقلب وجهك في السماء... ﴾ الآية فانقطع قول يهود حين وجه للكعبة، وحوّل الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وسعيد بن منصور وأحمد بن منيع في مسنده وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو في قوله ﴿ فلنولينك قبلة ترضاها ﴾ قال : قبلة إبراهيم نحو الميزاب.