أخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله ﴿ إِن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ﴾ والتي في آل عمران ﴿ إن الذين يشترون بعهد الله وإيمانهم ثمناً قليلاً ﴾ [ آل عمران : ٧٧ ] نزلتا جميعاً في يهود.
وأخرج ابن جرير عن السدي في الآية قال : كتموا اسم محمد ﷺ، وأخذوا عليه طمعاً قليلاً.
وأخرج ابن جرير عن أبي العالية ﴿ إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ﴾ قال : أهل الكتاب كتموا ما أنزل الله عليهم في كتابهم من الحق، والهدى، والإِسلام، وشأن محمد ونعته ﴿ أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ﴾ يقول : ما أخذوا عليه من الأجر فهو نار في بطونهم.
وأخرج الثعلبي بسند ضعيف عن ابن عباس قال : سألت الملوك اليهود قبل مبعث محمد ﷺ ما الذي يجدون في التوراة؟ قالوا : إنا نجد في التوراة أن الله يبعث نبياً من بعد المسيح يقال له محمد بتحريم الزنا، والخمر، والملاهي، وسفك الدماء، فلما بعث الله محمداً ونزل المدينة قالت الملوك لليهود : هذا الذي تجدون في كتابكم؟ فقالت : اليهود طمعاً في أموال الملوك : ليس هذا بذاك النبي. فأعطاهم الملوك الأموال، فأنزل الله هذه الآية اكذاباً لليهود.
وأخرج الثعلبي بسند ضعيف عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في رؤساء اليهود وعلمائهم، كانوا يصيبون من سفلتهم الهدايا والفضل، وكانوا يرجون أن يكون النبي المبعوث منهم، فلما بعث الله محمداً ﷺ من غيرهم خافوا ذهاب مأكلتهم وزوال رياستهم، فعمدوا إلى صفة محمد فغيروها، ثم أخرجوها إليهم وقالوا : هذا نعت النبي الذي يخرج في آخر الزمان لا يشبه نعت هذا النبي، فإذا نظرت السفلة إلى النعت المغير وجدوه مخالفاً لصفة محمد فلم يتبعوه، فأنزل الله ﴿ إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ﴾.


الصفحة التالية
Icon