أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ حافظوا على الصلوات ﴾ يعني المكتوبات.
وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال في قراءة عبد الله :( حافظوا على الصلوات وعلى الصلاة الوسطى ).
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن مسروق في قوله ﴿ حافظوا على الصلوات ﴾ قال : المحافظة عليها المحافظة على وقتها، والسهو عنها السهو عن وقتها.
وأخرج مالك والشافعي والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن طلحة بن عبيد الله قال « جاء رجل إلى النبي ﷺ من أهل نجد ثائر الرأس، نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول، حتى دنا من رسول الله ﷺ فإذا هو يسأل عن الإِسلام، فقال رسول الله ﷺ : خمس صلوات في اليوم والليلة. فقال : هل علي غيرهن؟ قال : لا، إلا أن تطوّع، وصيام شهر رمضان، فقال : هل علي غيره؟ قال : لا، إلا أن تطوّع. وذكر له رسول الله ﷺ الزكاة فقال : هل علي غيرها؟ قال : لا، إلا أن تطوّع - فأدبر الرجل وهو يقول : والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه. فقال رسول الله ﷺ : أفلح إن صدق ».
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أنس قال « نهينا أن نسأل رسول الله ﷺ عن شيء، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع، فجاء رجل من أهل البادية فقال : يا محمد أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك! قال : صدق. قال : فمن خلق السماء؟ قال : الله. قال : فمن خلق الأرض؟ قال : الله. قال : فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال : الله. قال : فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب هذه الجبال، الله أرسلك؟ قال : نعم.
قال : وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا؟ قال : صدق. قال : فبالذي أرسلك، الله أمرك بهذا؟ قال : نعم. قال : وزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا؟ قال : صدق. قال : فبالذي أرسلك، الله أمرك بهذا؟ قال : نعم. قال : وزعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنتنا؟ قال : صدق. قال : فبالذي أرسلك، الله أمرك بهذا؟ قال : نعم. قال : وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلاً. قال : صدق. قال : والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا انتقص منهن. فقال النبي ﷺ : لئن صدق ليدخلن الجنة ».
وأخرج البخاري ومسلم والنسائي عن أبي أيوب قال « جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال : دلني على عمل أعمله يدنيني من الجنة ويباعدني من النار. قال : تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل ذا رحمك. فلما أدبر قال رسول الله ﷺ : إن تمسك بما أمر به دخل الجنة ».