أخرج ابن المنذر عن كليب قال : خطبنا عمر فكان يقرأ على المنبر آل عمران، ويقول : إنها أُحُدِيَّة، ثم قال : تفرقنا عن رسول الله ﷺ يوم أحد، فصعدت الجبل فسمعت يهودياً يقول : قتل محمد فقلت لا أسمع أحداً يقول : قتل محمد إلا ضربت عنقه، فنظرت فإذا رسول الله ﷺ والناس يتراجعون إليه، فنزلت هذه الآية ﴿ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ﴾.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس. أن رسول الله ﷺ اعتزل هو وعصابة معه يومئذ على أكمة والناس يفرون، ورجل قائم على الطريق يسألهم : ما فعل رسول الله ﷺ ؟ وجعل كلما مروا عليه يسألهم فيقولون : والله ما ندري ما فعل! فقال : والذي نفسي بيده لئن كان قتل النبي ﷺ لنعطينهم بأيدينا أنهم لعشائرنا وإخواننا وقالوا : لو أن محمداً كان حياً لم يهزم، ولكنه قد قتل، فترخصوا في الفرار حينئذ فأنزل الله ﴿ وما محمد إلا رسول... ﴾ الآية كلها.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع في الآية قال : ذلك يوم أحد حين أصابهم ما أصابهم من القتل والقرح، وتداعوا نبي الله... ؟ قالوا : قد قتل. وقال أناس منهم : لو كان نبياً ما قتل. وقال أناس من علية أصحاب النبي ﷺ : قاتلوا على ما قتل عليه نبيكم حتى يفتح الله عليكم أو تلحقوا به، وذكر لنا أن رجلاً من المهاجرين مر على رجل من الأنصار وهو يتخبَّط في دمه فقال : يا فلان أشعرت أن محمداً قد قتل؟ فقال الأنصاري : إن كان محمد قد قتل فقد بلغ، فقاتلوا عن دينكم. فأنزل الله ﴿ وما محمد إلا رسول الله قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ﴾ يقول : ارتددتم كفاراً بعد إيمانكم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة نحوه.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال : نادى مناد يوم أحد حين هزم أصحاب محمد : أن محمداً قد قتل فارجعوا إلى دينكم الأول، فأنزل الله ﴿ وما محمد إلا رسول... ﴾ الآية.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال : قال أهل المرض والإرتياب والنفاق حين فر الناس عن النبي ﷺ : قد قتل محمد فالحقوا بدينكم الأول. فنزلت هذه الآية ﴿ وما محمد إلا رسول... ﴾ الآية.
وأخرج ابن جرير عن السدي قال : فشا في الناس يوم أحد أن رسول الله ﷺ قد قتل، فقال بعض أصحاب الصخرة : ليت لنا رسولاً إلى عبد الله بن أبي، فيأخذ لنا أماناً من أبي سفيان.