أخرج ابن جرير وابن أبي الدنيا في التوبة والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال : ثماني آيات نزلت في سورة النساء هن خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت، أوّلهن ﴿ يريد الله ليبيِّن لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم ﴾ والثانية ﴿ والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً ﴾ والثالثة ﴿ يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً ﴾ والرابعة ﴿ أن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً ﴾ [ النساء : ٣١ ] والخامسة ﴿ إن الله لا يظلم مثقال ذرة... ﴾ [ النساء : ٤٠ ] الآية. والسادسة ﴿ ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله.. ﴾ [ النساء : ١١٠ ] الآية. والسابعة ﴿ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر... ﴾ [ النساء : ٤٨ ] الآية. والثامنة ﴿ والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله ﴾ للذين عملوا من الذنوب ﴿ غفوراً رحيماً ﴾ [ النساء : ١٥٢ ].
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان ﴿ يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ﴾ من تحريم الأمهات والبنات، كذلك كان سنة الذين من قبلكم وفي قوله ﴿ أن تميلوا ميلاً عظيماً ﴾ قال : الميل العظيم، أن اليهود يزعمون أن نكاح الأخت من الأب حلال من الله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي ﴿ ويريد الذين يتبعون الشهوات ﴾ قال : هم اليهود والنصارى.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ﴿ ويريد الذين يتبعون الشهوات ﴾ قال : الزنا ﴿ أن تميلوا ميلاً عظيماً ﴾ قال : يريدون أن تكونوا مثلهم، تزنون، كما يزنون.
وأخرج ابن المنذر من وجه آخر عن مجاهد عن ابن عباس ﴿ ويريد الذين يتبعون الشهوات ﴾ قال : الزنا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ﴿ يريد الله أن يخفف عنكم ﴾ يقول : في نكاح الأمة، وفي كل شيء فيه يسر.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن طاوس ﴿ وخلق الإِنسان ضعيفاً ﴾ قال : في أمر النساء، ليس يكون الإنسان في شيء أضعف منه في النساء. قال وكيع : يذهب عقله عندهن.
وأخرج الخرائطي في اعتلال القلوب عن طاوس في قوله ﴿ وخلق الإِنسان ضعيفاً ﴾ قال : إذا نظر إلى النساء لم يصبر.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد ﴿ يريد الله أن يخفِّف عنكم ﴾ قال : رخص لكم في نكاح الإماء حين تضطرون إليهن ﴿ وخلق الإنسان ضعيفاً ﴾ قال : لو لم يرخص له فيها لم يكن إلا الأمر الأول، إذا لم يجد حرة.


الصفحة التالية
Icon