أخرج ابن الضريس في فضائل القرآن وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن كعب قال : فتحت التوراة ﴿ الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ﴾ وختمت ب ﴿ الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ﴾ الى قوله ﴿ وكبره تكبيراً ﴾.
وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس ﴿ الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ﴾ قال : هي في التوراة بستمائة آية.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة ﴿ الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض ﴾ حمد نفسه فأعظم خلقه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن علي. أنه أتاه رجل من الخوارج فقال : الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون أليس كذلك؟. قال : نعم. فانصرف عنه ثم قال : ارجع. فرجع فقال : أي قل إنما أنزلت في أهل الكتاب.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه أنه أتاه رجل من الخوارج فقرأ عليه ﴿ الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ﴾ الآية. ثم قال : أليس الذين كفروا بربهم يعدلون؟ قال : بلى. فانصرف عنه الرجل، فقال له رجل من القوم : يا ابن ابزى إن هذا أراد تفسير الآية غير ما ترى إنه رجل من الخوارج. قال : ردوه علي. فلما جاء قال : أتدري فيمن أنزلت هذه الآية؟ قال : لا. قال : نزلت في أهل الكتاب فلا تضعها في غير موضعها.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال : نزلت هذه الآية في الزنادقة ﴿ الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ﴾ قال قالوا : إن الله لم يخلق الظلمة، ولا الخنافس، ولا العقارب، ولا شيئاً قبيحاً، وإنما خلق النور وكل شيء حسن، فأنزل فيهم هذه الآية.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال : نزل جبريل مع سبعين ألف ملك معهم سورة الأنعام، لهم زجل من التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد، وقال : الحمد لله الذي خلق السموات والأرض فكان فيه رد على ثلاثة أديان منهم، فكان فيه رد على الدهرية لأن الأشياء كلها دائمة، ثم قال ﴿ وجعل الظلمات والنور ﴾ فكان فيه رد على المجوس الذين زعموا أن الظلمة والنور هما المدبران، وقال :﴿ ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ﴾ فكان فيه رد على مشركي العرب، ومن دعا دون الله إلهاً.
وأخرج ابن جرير عن أبي روق قال : كل شيء في القرآن ( جعل ) فهو خلق.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس ﴿ وجعل الظلمات والنور ﴾ قال : الكفر والإيمان.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ﴿ الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ﴾ قال : خلق الله السموات قبل الأرض، والظلمة قبل النور، والجنة قبل النار ﴿ ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ﴾ قال : كذب العادلون بالله فهؤلاء أهل الشرك.


الصفحة التالية
Icon