أخرج الترمذي وحسنه وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن مسعود قال : من سره أن ينظر إلى وصية محمد التي عليها خاتماً فليقرأ هؤلاء الآيات ﴿ قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ﴾ إلى قوله ﴿ لعلهم يتقون ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله ﷺ م « أيكم يبايعني على هؤلاء الآيات الثلاث؟ ثم تلا ﴿ قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ﴾ إلى ثلاث آيات، ثم قال فمن وفى بهن فأجره على الله، ومن انتقص منهن شيئاً فأدركه الله في الدنيا كانت عقوبته، ومن أخره إلى الآخرة كان أمره إلى الله إن شاء آخذه وإن شاء عفا عنه ».
وأخرج عبد بن حميد وأبو عبيد وابن المنذر عن منذر الثوري قال : قال الربيع بن خيثم : أيسرك أن تلقى صحيفة من محمد ﷺ بخاتم؟ قلت : نعم فقرأ هؤلاء الآيات من آخر سورة الأنعام ﴿ قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ﴾ إلى آخر الآيات.
وأخرج ابن شيبة وابن الضريس وابن المنذر عن كعب قال : أول ما نزل من التوراة عشر آيات، وهي العشر التي أنزلت من آخر الأنعام ﴿ قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ﴾ إلى آخرها.
وأخرج أبو الشيخ عن عبيد الله بن عبد الله بن عدي بن الخيار قال : سمع كعب رجلاً يقرأ ﴿ قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً ﴾ فقال كعب : والذي نفس كعب بيده أنها لأوّل آية في التوراة، بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ﴾ إلى آخر الآيات.
وأخرج ابن سعد عن مزاحم بن زفر قال : قال رجل للربيع بن خيثم : أوصني. قال : ائتني بصحيفة، فكتب فيها ﴿ قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ﴾ الآيات. قال إنما أتيتك لتوصيني؟! قال : عليك بهولاء.
وأخرج أبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن علي بن أبي طالب قال « لما أمر الله نبيه ﷺ أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج إلى منى وأنا معه وأبو بكر، وكان أبو بكر رجلاً نسابة، فوقف على منازلهم ومضاربهم بمنى، فسلم عليهم وردوا السلام، وكان في القوم مفروق بن عمرو، وهانىء بن قبيصة، والمثنى بن حارثة، والنعمان بن شريك، وكان أقرب القوم إلى أبي بكر مفروق، وكان مفروق قد غلب عليهم بياناً ولساناً، فالتفت إلى رسول الله صلى عليه وسلم فقال له : إلام تدعو يا أخا قريش؟ فتقدم رسول الله ﷺ فجلس وقام أبو بكر يظله بثوبه، فقال النبي ﷺ : ادعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واني رسول الله، وإن تأووني وتنصروني وتمنعوني حتى أؤدي حق الله الذي أمرني به، فإن قريشاً قد تظاهرت على أمر الله، وكذبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد. قال له : وإلام تدعو أيضاً يا أخا قريش؟ فتلا رسول الله ﷺ ﴿ قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً ﴾ إلى قوله ﴿ تتقون ﴾ فقال له مفروق : وإلام تدعو أيضاً يا أخا قريش فوالله ما هذا من كلام أهل الأرض، ولو كان من كلامهم لعرفناه، فتلا رسول الله ﷺ ﴿ إن الله يأمر بالعدل والإِحسان ﴾ [ النحل : ٩٠ ] الآية. فقال له مفروق : دعوت والله يا قريشي إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك؟ وقال هانىء بن قبيصة : قد سمعت مقالتك واستحسنت قولك يا أخا قريش، ويعجبني ما تكلمت به، ثم قال لهم رسول الله ﷺ إن لم تلبثوا إلا يسيراً حتى يمنحكم الله بلادهم وأموالهم يعني أرض فارس وأنهار كسرى ويفرشكم بناتهم، أتسبحون الله وتقدسونه؟ فقال له النعمان بن شريك : اللهم وإن ذلك لك يا أخا قريش فتلا رسول الله ﷺ ﴿ إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ﴾ [ الأحزاب : ٤٥ ] الآيه. ثم نهض رسول الله ﷺ قابضاً على يد أبي بكر ».


الصفحة التالية