أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس. أنه سئل أي الصدقة أفضل؟ فقال : قال رسول الله ﷺ « أفضل الصدقة سقي الماء، ألم تسمع إلى أهل النار لما استغاثوا بأهل الجنة قالوا : أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ».
وأخرج أحمد عن سعد بن عبادة « أن أمَةً ماتت فقال : يا رسول الله أتصدق عليها؟ قال نعم. قال : فأي الصدقة أفضل؟ قال : سقي الماء ».
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ﴿ ونادى أصحاب الجنة... ﴾ الآية. قال : ينادي الرجل أخاه فيقول : يا أخي أغثني فإني قد احترقت فأفض عليّ من الماء. فيقال : أجبه. فيقول ﴿ إن الله حرَّمهما على الكافرين ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله ﴿ افيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ﴾ قال : من الطعام.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن أبي صالح قال : لما مرض أبو طالب قالوا له : لو أرسلت إلى ابن أخيك فيرسل إليك بعنقود من جنة لعلَّه يشفيك، فجاءه الرسول وأبو بكر عند النبي ﷺ فقال أبو بكر : إن الله حرَّمهما على الكافرين.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ﴿ أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ﴾ قال : يستسقونهم ويستطعمونهم. وفي قوله ﴿ إن الله حرَّمهما على الكافرين ﴾ قال : طعام الجنة وشرابها.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والبيهقي في شعب الإِيمان عن عقيل بن شهر الرياحي قال : شرب عبد الله بن عمر ماء بارداً فبكى فاشتد بكاؤه، فقيل له : ما يبكيك؟! قال : ذكرت آية في كتاب الله ﴿ وحيل بينهم وبين ما يشتهون ﴾ [ سبأ : ٥٤ ] فعرفت أن أهل النار لا يشتهون إلا الماء البارد، وقد قال الله تعالى ﴿ أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ﴾.
وأخرج البخاري وابن مردويه عن أبي هريرة « أن رسول الله ﷺ قال : يلقى إبراهيم أباه يوم القيامة وعلى وجهه قترة وغبرة، فيقول : يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني فأي خزي أخزى من أبي إلا بعد في النار، فيقول الله : إني حرَّمت الجنة على الكافرين ».


الصفحة التالية
Icon