أخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا : قال عبدالله بن رواحة لرسول الله ﷺ : اشترط لربك ولنفسك ما شئت. قال : اشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم. قالوا فإذا فعلنا ذلك فما لنا؟ قال : الجنة. قال : ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل. فنزلت ﴿ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم... ﴾ الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر بن عبدالله قال « نزلت هذه الآية على رسول الله ﷺ وهو في المسجد ﴿ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم ﴾ الآية. فكبر الناس في المسجد. فأقبل رجل من الأنصار ثانياً طرفي ردائه على عاتقه فقال : يا رسول الله أنزلت هذه الآية؟ قال : نعم. فقال الأنصاري : بيع ربيح لا نقبل ولا نستقيل ».
وأخرج ابن مردويه عن أبو هريرة قال : قال رسول الله ﷺ « من سل سيفه في سبيل الله فقد بايع الله ».
وأخرج ابن سعد عن عباد بن الوليد بن عبادة بن الصامت « أن أسعد بن زرارة أخذ بيد رسول الله ﷺ ليلة العقبة فقال : يا أيها الناس هل تدرون علام تبايعون محمداً؟ إنكم تبايعونه على أن تحاربوا العرب والعجم والجن والإِنس كافة. فقالوا : نحن حرب لمن حارب وسلم لمن سالم. فقال أسعد بن زرارة : يا رسول الله اشترط عليَّ، فقال : تبايعوني على أن تشهدوا أن لا إله إلا الله وإني رسول الله ﷺ، وتقيموا الصلاة، وتؤتوا الزكاة، والسمع والطاعة، ولا تنازعوا الأمر أهله، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم. قالوا : نعم. قال قائل الأنصار : نعم هذا لك يا رسول الله فما لنا؟ قال : الجنة والنصر ».
وأخرج ابن سعد عن الشعبي قال :« انطلق النبي ﷺ بالعباس بن عبد المطلب - وكان ذا رأي - إلى السبعين من الأنصار عند العقبة فقال العباس : ليتكلم متكلمكم ولا يطل الخطبة، فإن عليكم للمشركين عيناً وإن يعلموا بكم يفضحوكم. فقال قائلهم وهو أبو أمامة أسعد : يا محمد سل لربك ما شئت ثم سل لنفسك وأصحابك ما شئت، ثم أخبرنا ما لنا من الثواب على الله وعليكم إذا فعلنا ذلك. فقال » أسألكم لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأسألكم لنفسي وأصحابي أن تؤوونا وتنصرونا وتمنعونا مما تمنعون منه أنفسكم. قال : فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال : الجنة. فكان الشعبي إذا حدث هذا الحديث قال : ما سمع الشيب والشبان بخطبة أقصر ولا أبلغ منها «.