وأخرج ابن خزيمة وأبو الشيخ في العظمة والديلمي عن ابن عباس عن النبي ﷺ قال :« إن آدم أتى هذا البيت ألف أتية، لم يركب قط فيهن من الهند على رجليه، من ذلك ثلثمائة حجة وسبعمائة عمرة، وأول حجة حجها آدم وهو واقف بعرفات أتاه جبريل فقال : يا آدم برّ نسكك، أما إنا قد طفنا بهذا البيت قبل أن تخلق بخمسين ألف سنة ».
وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال : أول من طاف بالبيت الملائكة، وأن ما بين الحجر إلى الركن اليماني لقبور من قبور الأنبياء، كان النبي منهم عليهم السلام، إذا آذاه قومه خرج من بين أظهرهم فعبد الله فيها حتى يموت.
وأخرج الأزرقي والبيهقي في شعب الإِيمان عن وهب بن منبه « أن آدم لما أهبط إلى الأرض استوحش فيها لما رأى من سعتها، ولم ير فيها أحداً غيره فقال : يا رب أما لأرضك هذه عامر يسبحك فيها ويقدس لك غيري؟! قال الله : إني سأجعل فيها من ذريتك من يسبح بحمدي ويقدس لي، وسأجعل فيها بيوتاً ترفع لذكري فيسبح فيها خلقي، وسأبوّئك فيها بيتاً أختاره لنفسي، وأخصه بكرامتي، وأوثره على بيوت الأرض كلها باسمي، واسميه بيتي، أنطقه بعظمتي، وأحوزه بحرمتي، واجعله أحق البيوت كلها، وأولاها بذكري، وأضعه في البقعة المباركة التي اخترت لنفسي، فإني اخترت مكانه يوم خلقت السموات والأرض، وقبل ذلك قد كان بغيتي فهو صفوتي من البيوت ولست أسكنه، وليس ينبغي أن أسكن البيوت، ولا ينبغي لها أن تحملني، اجعل ذلك البيت لك ومن بعدك حرماً وأمنا، احرم بحرمته ما فوقه وما تحته وما حوله، حرمه بحرمتي فقد عظم حرمتي، ومن أجله فقد أباح حرمتي، من أمن أهله استوجب بذلك أماني، ومن أخافهم فقد أخفرني في ذمتي، ومن عظم شأنه فقد عظم في عيني، ومن تهاون به صغر عندي.