وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ كما كتب على الذين من قبلكم ﴾ يعني بذلك أهل الكتاب.
وأخرج ابن جرير عن الشعبي قال : إن النصارى فرض عليهم شهر رمضان كما فرض علينا، فكانوا ربما صاموه في القيظ فحولوه إلى الفصل، وضاعفوه حتى صار إلى خمسين يوماً، فذلك قوله ﴿ كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ﴾.
وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله ﴿ كما كتب على الذين من قبلكم ﴾ قال : الذين من قبلنا هم النصارى كتب عليهم رمضان، وكتب عليهم أن لا يأكلوا ولا يشربوا بعد النوم، ولا ينكحوا في شهر رمضان. فاشتد على النصارى صيام رمضان فاجتمعوا فجعلوا صياماً في الفصل بين الشتاء والصيف، وقالوا : نزيد عشرين يوماً نكفر بها ما صنعنا، فلم تزل المسلمون يصنعون كما تصنع النصارى حتى كان من أمر أبي قيس بن صرمة وعمر بن الخطاب ما كان، فأحل الله لهم الأكل والشرب والجماع إلى قبيل طلوع الفجر.
وأخرج ابن حنظلة في تاريخه والنحاس في ناسخه والطبراني عن معقل بن حنظلة عن النبي ﷺ قال « كان على النصارى صوم شهر رمضان، فمرض ملكهم فقالوا : لئن شفاه الله لنزيدن عشراً، ثم كان آخر فأكل لحماً فأوجع فوه، فقالوا : لئن شفاه الله لنزيدن سبعة، ثم كان عليهم ملك آخر فقالوا : ما تدع من هذه الثلاثة أيام شيئاً أن نتمها ونجعل صومنا في الربيع، ففعل فصارت خمسين يوماً ».
وأخرج ابن جرير عن الربيع في قوله ﴿ كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ﴾ قال كتب عليهم الصيام من العتمة إلى العتمة.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد ﴿ كما كتب على الذين من قبلكم ﴾ قال : أهل الكتاب.


الصفحة التالية
Icon