أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت سورة ﴿ إنا أعطيناك الكوثر ﴾ بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير وعائشة مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عمرو بن ميمون قال : لما طعن عمر وماج الناس تقدم عبد الرحمن بن عوف فقرأ بأقصر سورتين في القرآن ﴿ إنا أعطيناك الكوثر ﴾ و ﴿ إذا جاء نصر الله والفتح ﴾ [ النصر : ١ ].
وأخرج البيهقي عن ابن شبرمة قال : ليس في القرآن سورة أقل من ثلاث آيات.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى :﴿ إنا أعطيناك الكوثر ﴾ قال : نهر في بطنان الجنة حافتاه قباب الدر والياقوت فيه أزواجه وخدمه. قال : وبأي شيء ذكر ذلك؟ قال : إن رسول الله ﷺ دخل من باب الصفا وخرج من باب المروة، فاستقبله العاص بن واثل السهمي، فرجع العاص إلى قريش، فقالت له قريش : من استقبلك يا أبا عمرو آنفاً؟ قال : ذلك الأبتر، يريد به النبي ﷺ، حتى أنزل الله هذه السورة ﴿ إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر ﴾ يعني عدوّك العاص بن وائل هو الأبتر من الخير لا أذكر في مكان إلا ذكرت معي يا محمد، فمن ذكرني ولم يذكرك ليس له في الجنة نصيب، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم أما سمعت حسان بن ثابت يقول :

وحباه الإِله بالكوثر الأكبر فيه النعيم والخيرات
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس بن مالك قال :« أغفي رسول الله ﷺ إغفاءة، فرفع رأسه متبسماً فقال :» إنه نزلت عليّ آنفاً سورة فقرأ ﴿ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر ﴾ حتى ختمها، قال : هل تدرون ما الكوثر؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال : هو نهر أعطانيه ربي في الجنة عليه خير كثير ترده أمتي يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب، يختلج العبد منهم فأقول يا رب إنه من أمتي، فيقال : إنك لا تدري ما أحدث بعدك « ».
وأخرج مسلم والبيهقي من وجه آخر بلفظ ثم رفع رأسه فقرأ إلى آخر السورة، قال البيهقي والمشهور فيما بين أهل التفاسير والمغازي أن هذه السورة مكية وهذا اللفظ لا يخالفه فيشبه أن يكون أولى.
وأخرج الطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن أم سلمة أن النبي ﷺ قرأ هذه الآية ﴿ إنا أعطيناك الكوثر ﴾.
وأخرج أحمد وابن المنذر وابن مردويه عن أنس أنه قرأ هذه الآية ﴿ إنا أعطيناك الكوثر ﴾ قال : قال رسول الله ﷺ :


الصفحة التالية
Icon