وقول البيضاوي تبعاً للزمخشري عن رسول الله ﷺ «من قرأ سورة يونس أُعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق يونس وكذب به وبعدد من غرق مع فرعون» حديث موضوع.
سورة هود
عليه السلام مكية
إلا وأقم الصلاة الآية وإلا فلعلك تارك الآية وأولئك يؤمنون به الآية مائة وثنتان أو ثلاث وعشرون آية، وكلماتها ألف وسبعمائة وخمس عشرة، وحروفها سبعة آلاف وستمائة وخمسة أحرف. وعن أبي بكر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، عجل إليك الشيب؟ قال: «شيبتني هود وأخواتها. الحاقة والواقعة وعمّ يتساءلون هل أتاك حديث الغاشية».
﴿بسم الله﴾ أي: الذي له تمام العلم وكمال الحكمة وجميع القدرة ﴿الرحمن﴾ لجميع خلقه بعموم البشارة والنذارة ﴿الرحيم﴾ لأهل ولايته بالحفظ في سلوك سبيله، وقوله تعالى:
﴿الر كتاب﴾ مبتدأ وخبر، أو كتاب خبر مبتدأ محذوف، وتقدم الكلام على أوائل السور أول سورة البقرة. وقرأ أبو عمرو وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي بالإمالة، والباقون بالفتح. وقوله تعالى: ﴿أحكمت آياته﴾ صفة للكتاب وفسر الأحكام بوجوه:
(٣/١٠٠)
---
الأوّل: أحكمت آياته، أي: نظمت نظماً محكماً لا يقع فيه نقص ولا خلل كالبناء المحكم المرصف، ولا يعتريه إخلال من جهة اللفظ، والمعنى: ولا يستطيع أحد نقض شيء منه ولا الطعن في شيء من بلاغته أو فصاحته. الثاني:
أنّ الأحكام عبارة عن منع الفساد من الشيء فقوله: أحكمت آياته، أي: لم تنسخ بكتاب كما نسخت الكتب والشرائع به كما قال ابن عباس.
الثالث: أنها أحكمت بالحجج والدلائل، أو جعلت حكيمة منقول من حكم بالضم إذا صار حكيماً؛ لأنها مشتملة على أمهات الحكم النظرية والعملية وقوله تعالى: ﴿ثم فصلت﴾ صفة أخرى للكتاب، أي: بينت بالأحكام والقصص والمواعظ والأخبار، وبالإنزال نجماً نجماً، أو فصل فيها ولخص ما يحتاج إليه، أو بجعلها سوراً.
وقال الحسن أحكمت بالأمر والنهي ثم فصلت بالوعد والوعيد.


الصفحة التالية
Icon