﴿فقد كذبتم﴾ بما أخبرتكم به حيث خالفتموه وهذا معنى قول ابن عباس ومجاهد، وقال قوم: ما يعبأ ما يبالي بمغفرتكم ربي لولا دعاؤكم معه آلهة وما يفعل بعذابكم لولا شرككم كما قال تعالى: ﴿ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم﴾ لولا دعاؤكم أي: نداؤكم في الشدائد كما قال تعالى: ﴿فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين﴾ (العنكبوت، ٦٥)، وقوله تعالى: ﴿فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون﴾ (الأنعام، ٤٢)
ويجوز أن تكون ما نافية وجرى على ذلك الجلال المحلي ﴿فسوف﴾ أي: فتسبب عن تكذيبهم أن يجازيكم على ذلك ولكنه مع قدرته واختياره وقوته لا يعاجلكم بل ﴿يكون﴾ جزاء هذا التكذيب عند انقضاء ما ضربه لكم من الآجال ﴿لزاماً﴾ أي: لازماً يحيق بكم لا محالة، فاعتدوا وتهيؤوا لذلك اليوم فكل آت قريب وكل بعيد عنكم قريب عنده، وعن مجاهد: هو القتل يوم بدر وإنه لوزم بين القتلى لزاماً قتل منهم تسعون وأسر منهم سبعون، وعن ابن مسعود: خمس قد مضين الدخان والقمر والروم والبطشة واللزام، وما رواه البيضاوي تبعاً للزمخشري عن رسول الله ﷺ من أن «من قرأ سورة الفرقان لقي الله وهو مؤمن بأن الساعة آتية لا ريب فيها وأدخل الجنة بغير حساب» حديث موضوع والله أعلم.
(٦/٢٦٦)
---
سورة الشعراء
مكية إلا قوله والشعراء إلى آخرها فمدنية وهي مائتان وست وعشرون آية وألف ومائتان وسبع وتسعون كلمة وخمسة آلاف وخمسمائة وإثنان وأربعون حرفاً
روى البغويّ عن ابن عباس عن النبيّ ﷺ قال أعطيت طه والطواسين من ألواح موسى.
عليه السلام ﴿بسم الله﴾ الذي دلّ علوّ كلامه على عظمة شأنه وعز مرامه ﴿الرحمن﴾ الذي لا يعجل على من عصاه ﴿الرحيم﴾ الذي يحي قلوب أهل ودّه بالتوفيق لما يرضاه.
(٧/١)
---


الصفحة التالية
Icon