﴿بغافل عما تعملون﴾ أي: فلا تحسبوا أن تأخير عذابكم لغفلته عن أعمالكم، وقرأ نافع وابن عامر وحفص: بالتاء على الخطاب لأنّ المعنى عما تعمل أنت وأتباعك من الطاعة وهم من المعصية، والباقون بالياء على الغيبة وما رواه البيضاوي تبعاً للزمخشري: «من أنّ من قرأ طس كان له من الأجر عشرة حسنات بعدد من صدق سليمان وكذب به وهود وشعيب وصالح وإبراهيم ويخرج من قبره وهو ينادي لا إله إلا الله» حديث موضوع.
سورة القصص
مكية إلا قوله تعالى: ﴿أنّ الذي فرض﴾
الآية نزلت بالجحفة ﴿وإلا الذين آتيناهم الكتاب ﴾إلى ﴿لا نبتغي الجاهلين ﴾ وهي سبع أو ثمان وثمانون آية، وألف وأربعمائة وإحدى وأربعون كلمة وخمسة آلاف وثمانمائة حرف، وتسمى سورة موسى عليه السلام لاشتمالها على قصّته فقط من حين ولد إلى أن أهلك الله تعالى فرعون وخُسف بقارون، كما سميت سورة نوح وسورة يوسف لاشتمالهما على قصتهما، ولا يقال سميت بذلك لذكر القصص فيها في قوله تعالى: ﴿فلما جاءه وقص عليه القصص﴾ لأنّ سورة يوسف فيها ذكر القصص مرّتين الأولى: ﴿نقص عليك أحسن القصص﴾ والثانية: قوله تعالى: ﴿لقد كان في قصصهم﴾ فكانت سورة يوسف أولى بهذا الاسم، وأيضاً فكانت سورة هود أولى بهذا الاسم، لأنه ذكر فيها قصص سبعة أنبياء وهذه ليس فيها إلا قصة واحدة فكان ينبغي العكس وأن تسمى سورة هود القصص وهذه سورة موسى.
﴿بسم الله﴾ الذي اختص بالكبرياء والعظمة ﴿الرحمن﴾ الذي عمّ بنعمه أهل الإيمان والكفران ﴿الرحيم﴾ الذي خص بنعمه بعد البعث أهل الإيمان
(٧/١٧٢)
---
﴿طسم﴾ تقدّم الكلام على أوائل السور أوّل البقرة.
﴿تلك﴾ أي: هذه الآيات العالية الشأن ﴿آيات الكتاب﴾ أي: المنزل على قلبك الجامع لجميع المصالح الدنيوية والأخروية والإضافة بمعنى من ﴿المبين﴾ أي: المظهر الحق من الباطل.


الصفحة التالية
Icon