فلا يجوز اتخاذ إله سواه، ثم علل وحدانيته بقوله تعالى: ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾ أي: ذاته فإنّ الوجه يعبر به عن الذات، قال أبو العالية: إلا ما أريد به وجهه، وقيل: إلا ملكه، واختلفوا في قوله تعالى: ﴿هالك﴾ فمن الناس من فسر الهلاك بإخراجه عن كونه منتفعاً به بالإماتة أو بتفريق الأجزاء وإن كانت أجزاؤه باقية فإنه يقال هلك الثوب وهلك المتاع ولا يريدون به فناء أجزائه بل خروجه عن كونه منتفعاً به، ومنهم من قال: معنى كونه هالكاً كونه قابلاً للهلاك في ذاته فإن كل ما عداه تعالى ممكن الوجود قابل للعدم فكان قابلاً للهلاك فأطلق عليه اسم الهالك نظراً إلى هذا الوجه وعلى هذا يحمل قول النسفي في بحر الكلام سبعة لا تفنى: العرش والكرسي واللوح والقلم والجنة والنار بأهلهما من ملائكة العذاب والحور العين والأرواح ﴿له الحكم﴾ أي: القضاء النافذ في الخلق ﴿وإليه﴾ وحده ﴿ترجعون﴾ أي: في جميع أحوالكم في الدنيا وبالنشور من القبور للجزاء في الآخرة فيجزيكم بأعمالكم، وما رواه البيضاوي تبعاً للزمخشريّ من قوله ﷺ «من قرأ سورة طسم القصص كان له من الأجر بعدد من صدّق بموسى وكذب ولم يبق ملك في السموات والأرض إلا شهد له يوم القيامة أنه كان صادقاً»، حديث موضوع.
سورة العنكبوت
مكية إلا عشر آيات من أوّلها إلى قوله تعالى ﴿وليعلمنّ المنافقين﴾
قال الحسن: فإنها مدنية وهي سبع وستون آية، وألف وتسعمائة وإحدى وثمانون كلمة، وأربعة آلاف وخمسمائة وخمسة وتسعون حرفاً.
﴿بسم الله﴾ الذي أحاط بجميع القوة فأعز جنده ﴿الرحمن﴾ الذي شمل جميع العباد بنعمه ﴿الرحيم﴾ بجميع خلقه وقوله تعالى:
(٧/٢٧٤)
---


الصفحة التالية
Icon