وقال ابن عباس رضي الله عنهما: يعني الإيمان وقال السدي: يعني القرآن ﴿نهدي﴾ على عظمتنا ﴿به من نشاء﴾ خاصة لا يقدر أحد على هدايته بغير مشيئتنا ﴿من عبادنا﴾ بخلق الهداية في قلبه بالتوفيق فهذه لا يقدر عليها أحد غير الله تعالى، وأما الهداية بالتبيين والإرشاد فهي قوله تعالى: ﴿وإنك﴾ يا أفضل الخلق ﴿لتهدي﴾ أي: تبين وترشد وأكده لإنكارهم ذلك ﴿إلى صراط﴾ أي: طريق واضح جداً ﴿مستقيم﴾ أي: شديد التقوم وهو دين الإسلام وقوله تعالى:
﴿صراط الله﴾ أي: الملك الأعظم الجامع لصفات الكمال وقرأ سراط في الموضعين قنبل بالسين وخلف: بالإشمام أي: بين الصاد والزاي والباقون بالصاد الخالصة. ثم وصف سبحانه وتعالى نفسه بأنه مالك لما في السموات والأرض بقوله تعالى: ﴿الذي له ما في السموات وما في الأرض﴾ خلقاً وملكاً وعبيداً ﴿ألا إلى الله﴾ أي: المحيط بجميع صفات الكمال الذي تعالى عن مثل وند وهو الكبير المتعال لا إلى غيره ﴿تصير﴾ أي: على الدوام وإن كانت في الظاهر في ملك غيره بحيث يظن الجاهل أن ملكها مستقر له.
قال أبو حيان: أخبر بالمضارع والمراد به الديمومة كقوله: زيد يعطي ويمنع أي: من شاء ذلك ولا يراد به حينئذ حقيقة المستقبل ﴿الأمور﴾ كلها من الخلق والأمر معنى وحساً كما كانت الأمور كلها مبتدأة منه وحده وفي ذلك وعد للمطيعين ووعيد للمجرمين فيجازي كلاً منهم بما يستحقه من ثواب أو عقاب، وما قاله البيضاوي تبعاً للزمخشري من أنه ﷺ قال: «من قرأ سورة حم عسق كان ممن تصلي عليه الملائكة ويستغفرون ويسترحمون له» حديث موضوع.
سورة الزخرف
مكية وهي تسع وتسعون آية وثمانمائةوثلاثة وثلاثون كلمة وثلاثة آلاف وأربعمائة حرف
(١٠/١٢١)
---


الصفحة التالية
Icon