تنبيه: تم الكلام ههنا وقوله تعالى ﴿بلاغ﴾ خبر مبتدأ محذوف قدره بعضهم: تلك الساعة بلاغ لدلالة قوله تعالى ﴿إلا ساعة من نهار﴾ وبعضهم: هذا أي القرآن بلاغ أي تبليغ من الله تعالى إليكم وجرى عليه الجلال المحلي. ﴿فهل﴾ أي: لا ﴿يهلك﴾ أي: بالعذاب إذا نزل ﴿إلا القوم﴾ أي: الذين هم أهل القيام بما يحاولونه من اللدد، ﴿الفاسقون﴾ أي: العريقون في إدامة الخروج عن الانقياد والطاعة، وهم الكافرون. قال الزجاج: تأويله لا يهلك مع فضل الله ورحمته إلا القوم الفاسقون ولهذا قال قوم: ما في الرجاء لرحمة الله أقوى من هذه الآية. وما قاله البيضاويّ تبعاً للزمخشري: من أنه ﷺ قال من قرأ سورة الأحقاف كتب الله له عشر حسنات بعدد كل رملة في الدنيا. حديث موضوع.
سورة محمد
صلى الله عليه وسلم.
مكية وتسمى القتال والذين كفروا وهي: ثمان وثلاثون آية، وخمسمائةوتسع وثلاثون كلمة، وألفان وثلثمائة وتسعة وأربعون حرفاً
﴿بسم الله﴾ الملك الأعظم الذي أقام جنده للذب عن حماه ﴿الرحمن﴾ الذي عمت رحمته تارة بالبرهان، وتارة بالسيف واللسان ﴿الرحيم﴾ الذي خص حزبه بالحفظ في طريق الجنان. واختلف في قوله تعالى:
(١١/٤٦)
---
﴿الذين كفروا﴾ من هم؟ فقيل: هم الذين كانوا يطعمون الجيش يوم بدر منهم أبو جهل والحارث ابنا هشام، وعقبة، وشيبة ابنا ربيعة، وغيرهم، وقيل: كفار قريش وقيل: أهل الكتاب وقيل: كل كافر لأنهم ستروا أنوار الأدلة وضلوا على علم ﴿وصدّوا﴾ أي: امتنعوا بأنفسهم، ومنعوا غيرهم لعراقتهم في الكفر، ﴿عن سبيل الله﴾ أي: الطريق الرحب المستقيم الذي شرعه الملك الأعظم، ﴿أضلّ﴾ أي: أبطل إبطالاً عظيماً يزيل العين والأثر، ﴿أعمالهم﴾ كإطعام الطعام، وصلة الأرحام، وفك الأسارى، وحفظ الجوار، وغير ذلك. فلا يرون لها في الآخرة ثواباً ويجزي عليها في الدنيا من فضله تعالى.
تنبيه: أوّل هذه السورة مناسب لآخر السورة المتقدمة.
(١١/٤٧)
---


الصفحة التالية
Icon