** وحسبك أن يثنى عليك وتحمدى
وقرأ الكسائي وهشام بإدغام اللام في الثاء والباقون بالإظهار. وقول البيضاوي تبعاً للزمخشري أنّ النبيّ ﷺ قال: «من قرأ سورة المطففين سقاه الله تعالى من الرحيق المختوم يوم القيامة». حديث موضوع.
سورة الانشقاق
مكية
وهي ثلاث أو خمس وعشرون آية ومائةوسبع كلمات وأربعمائة وأربعة وثلاثون حرفاً
﴿بسم الله﴾ الذي شقق الأرض بالنبات ﴿الرحمن﴾ الذي عمّ جوده أهل الأرض والسموات ﴿الرحيم﴾ الذي خص أهل طاعته بالجنات.
وقوله تعالى: ﴿إذا السماء﴾ أي: على ما لها من الأحكام والعظمة ﴿انشقت﴾ كقوله تعالى: ﴿إذا الشمس كوّرت﴾ (التكوير: ١)﴿{
(١٣/٤٠٠)
---
في إضمار الفعل وعدمه، وفي إذا هذه احتمالان: أحدهما: أن تكون شرطية، والثاني: أن تكون غير شرطية. فعلى الأوّل في جوابها أوجه: أحدها: أنه محذوف ليذهب المقدر كل مذهب، أو اكتفاء بما علم في مثلها من سورتي التكوير والانفطار، وهو قوله تعالى: {علمت نفس﴾
(الإنفطار: ٥، وسورة التكوير: ١٤)
والثاني: جوابها ما دل عليه ﴿فملاقيه﴾ الثالث: أنه ﴿يا أيها الإنسان﴾ على حذف الفاء وعلى كونها غير شرطية فهي مبتدأ، وخبرها إذا الثانية والواو مزيدة، تقديره: وقت انشقاق السماء وقت مدّ الأرض، أي: يقع الأمران في وقت. قاله الأخفش. وقيل: إنه منصوب مفعولاً به بإضمار اذكر انشقاقها بالغمام، وهو من علامات القيامة كقوله تعالى: ﴿ويوم تشقق السماء بالغمام﴾ (الفرقان: ٢٥)
وعن عليّ تنشق من المجرّة. قال ابن الأثير: المجرّة هي البياض المعترض في السماء والسراب من جانبها.
﴿وأذنت﴾ أي: سمعت وأطاعت في الانشقاق ﴿لربها﴾ أي: لتأثير قدرته حين أراد انشقاقها انقياد المطواع الذي ورد عليه الأمر من جهة المطاع، فأنصت له وأذعن ولم يأب ولم يمتنع، كقوله: ﴿أتينا طائعين﴾ (فصلت: ١١٠)
﴿وحقت﴾ أي: حق لها أن تسمع وتطيع بأن تنقاد ولا تمتنع. يقال: حق بكذا فهو محقوق وحقيق.


الصفحة التالية
Icon