﴿إن ربهم﴾ أي: المحسن إليهم بخلقهم وخلقهم وتربيتهم ﴿بهم يومئذ﴾ أي: إذا كانت هذه الأمور وهو يوم القيامة ﴿لخبير﴾ أي: لمحيط بهم من جميع الجهات عالم غاية العلم ببواطن أمورهم فكيف بظواهرها ومعنى علمه بهم يوم القيامة مجازاته لهم، وإلا فهو خبير بهم في ذلك اليوم وفي غيره فكيف ينبغي للعاقل أن يعلق آماله بالمال فضلاً عن أن يؤثره على الباقي. وقول البيضاوي تبعاً للزمخشري: عن رسول الله ﷺ «من قرأ سورة والعاديات أعطي من الأجر حسنات من بات بالمزدلفة وشهد جمعاً» حديث موضوع.
سورة القارعة مكية
وهي إحدى عشرة آية وست وثلاثون كلمة ومائة واثنان وخمسون حرفاً
﴿بسم الله﴾ الملك الأعلى ﴿الرحمن﴾ الذي عمت نعمه إيجاده جميع الورى ﴿الرحيم﴾ الذي يخص أولياءه بالتوفيق لما يحب ويرضى.
ولما ختم العاديات بالبعث ذكر صيحته بقوله تعالى:
﴿القارعة﴾ أي: الصيحة، أو القيامة التي تقرع القلوب بأهوالها والأجرام الكثيفة بالتشقق والانفطار، والأشياء الثابتة بالانتشار. وقوله تعالى:
﴿ما القارعة﴾ تهويل لشأنها وهما مبتدأ وخبر، خبر القارعة، وأكد تعظيمها إعلاماً بأنه مهما خطر في بالك من عظمها فهي أعظم منه، فقال تعالى:
﴿وما أدراك﴾ أي: أعلمك ﴿ما القارعة﴾ أي: إنك لا تعرفها لأنك لم تعهد مثلها، وما الأولى مبتدأ وما بعدها خبره، وما الثانية وخبرها في محل المفعول الثاني لأدري.{{
(١٤/٥٢)
---


الصفحة التالية
Icon