وروي عنه ﷺ أنه قال: «ثلاثة لا يستجاب دعاؤهم آكل الحرام، ومكثر الغيبة، ومن كان في قلبه غلّ أو حسد للمسلمين». وقيل: المراد بالحاسد في الآية اليهود، فإنهم كانوا يحسدون النبي ﷺ فإن قيل: قوله تعالى: ﴿من شر ما خلق﴾ تعميم في كل ما يستعاذ منه فما معنى الاستعاذة بعده من الغاسق والنفاثات والحاسد؟ أجيب: بأنه قد خص شر هؤلاء من كل شر لخفاء أمرهم، وأنه يلحق الإنسان من حيث لا يعلم، كأنما يغتال به، وقالوا: شر العداة المداجي الذي يكيدك من حيث لا تشعر وأخرج الإمام أحمد عن الزبير بن العوّام أنه ﷺ قال: «دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء، ألا والبغضاء هي الحالقة». فنسأل الله تعالى أن يحفظنا ومحبينا منه إنه كريم جواد.
وروى مسلم أنه ﷺ قال: «لقد أنزلت عليّ سورتان ما أنزل مثلهما». وروى ابن ماجه أنه ﷺ قال: «وإنك إن تقرأ سورتين لا أحب ولا أرضى عند الله منهما يعني المعوّذتين». وعن عقبة بن عامر أنّ رسول الله ﷺ قال: «ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوّذون؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال ﷺ قال: ﴿قل أعوذ برب الفلق﴾ و﴿قل أعوذ بربّ الناس﴾. وما رواه الزمخشري ولم يقله البيضاوي هنا لكن قال في آخر السورة الآتية عن رسول الله ﷺ «من قرأ المعوّذتين فكأنما قرأ الكتب التي أنزلها الله تعالى» حديث موضوع.
سورة الناس مكية
وهي ست آيات وعشرون كلمة وتسعة وتسعون حرفاً
﴿بسم الله﴾ المحيط بكل ما بطن كإحاطته بكل ظاهر ﴿الرحمن﴾ الذي عمت نعمته كل باد وحاضر ﴿الرحيم﴾ الذي خص أهل ودّه بإتمام النعمة في جميع أمورهم الأوّل منها والأثناء والآخر.
ولما أمر الله تعالى نبيه بالاستعاذة مما تقدّم أمره أن يستعيذ من شر الوسواس بقوله تعالى:
(١٤/١٢٦)
---


الصفحة التالية
Icon