وَقَالَ آخَرُونَ : إِنَّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ؛ لِأَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَهُ مِنَ الْمَغْنَمِ شَيْئًا قَبْلَ قِسْمَتِهَا، فَلَمْ يُعْطِهِ إِيَّاهُ ؛ إِذْ كَانَ شِرْكًا بَيْنَ الْجَيْشِ، فَجَعَلَ اللَّهُ جَمِيعَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
١٥٧٣٠- حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ بِسَيْفٍ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا السَّيْفُ قَدْ شَفَى اللَّهُ بِهِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَسَأَلْتُهُ إِيَّاهُ، فَقَالَ : لَيْسَ هَذَا لِي وَلاَ لَكَ. قَالَ : فَلَمَّا وَلَّيْتُ، قُلْتُ : أَخَافُ أَنْ يُعْطِيَهُ مَنْ لَمْ يُبْلِ بَلاَئِي. فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفِي، قَالَ : فَقُلْتُ : أَخَافُ أَنْ يَكُونَ نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ، قَالَ : إِنَّ السَّيْفَ قَدْ صَارَ لِي. قَالَ : فَأَعْطَانِيهِ، وَنَزَلَتْ :﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ﴾.
١٥٧٣١- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، جِئْتُ بِسَيْفٍ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ شَفَى صَدْرِي مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَوْ نَحْوَ هَذَا، فَهَبْ لِي هَذَا السَّيْفَ، فَقَالَ لِي : هَذَا لَيْسَ لِي وَلاَ لَكَ. فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ : عَسَى أَنْ يُعْطِيَ هَذَا مَنْ لَمْ يُبْلِ بَلاَئِي، فَجَاءَنِي الرَّسُولُ، فَقُلْتُ : حَدَثَ فِيَّ حَدَثٌ : فَلَمَّا انْتَهَيْتُ، قَالَ : يَا سَعْدُ إِنَّكَ سَأَلْتَنِي السَّيْفَ وَلَيْسَ لِي، وَإِنَّهُ قَدْ صَارَ لِي فَهُوَ لَكَ. وَنَزَلَتْ :﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ﴾.


الصفحة التالية
Icon