ج ١، ص : ٢٣
سورة الفاتحة
[سورة الفاتحة (١) : آية ١]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١)
السورة طائفة من القرآن مؤلفة من ثلاث آيات فأكثر لها اسم يعرف بطريق الرواية، وقد روى لهذه السورة عدة أسماء اشتهر منها : أم الكتاب، أم القرآن.
(لاشتمالها على مقاصد القرآن من الثناء على اللّه والتعبد بأمره ونهيه، وبيان وعده ووعيده)، والسبع المثاني لأنها تثنى فى الصلاة)، والأساس (لأنها أصل القرآن وأول سورة فيه)، والفاتحة (لأنها أول القرآن فى هذا الترتيب أو أول سورة نزلت)
فقد أخرج البيهقي فى كتابه الدلائل عن أبى ميسرة « أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لخديجة : إنى إذا خلوت وحدي سمعت نداء فقد واللّه خشيت أن يكون هذا أمرا.
فقالت معاذ اللّه، ما كان اللّه ليفعل بك، فو اللّه إنك لتؤدى الأمانة وتصل الرّحم.
وتصدق. ثم إنه صلى اللّه عليه وسلم أخبر ورقة بذلك، وإن ورقة أشار عليه بأن يثبت ويسمع النداء، وإنه صلى اللّه عليه وسلم لما خلا ناداه الملك يا محمد قل : بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه رب العالمين - حتى بلغ ولا الضالين ».
وقد رجح هذا بأنها مشتملة على مقاصد القرآن على سبيل الإجمال، ثم فصل ما أجملته بعد.
بيان هذا أن القرآن الكريم اشتمل على التوحيد، وعلى وعد من أخذ به بحسن المثوبة ووعيد من تجافى عنه وتركه بسىء العقوبة، وعلى العبادة التي تحيى التوحيد فى القلوب وتثبته فى النفوس، وعلى بيان سبيل السعادة الموصل إلى نعيم الدنيا والآخرة، وعلى القصص الحاوي أخبار المهتدين الذين وقفوا عند الحدود التي سنها اللّه لعباده، وفيها سعادتهم فى دنياهم وآخرتهم، والضالين الذين تعدّوا الحدود، ونبذوا أحكام الشرائع وراءهم ظهريا.
وقد حوت الفاتحة هذه المعاني جملة، فالتوحيد يرشد إليه قوله :(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ