ج ١١، ص : ٥٨
سورة يونس
مكية إلا الآيات ٤٠، ٩٤، ٩٥، ٩٦ نزلت بعد سورة الإسراء وقبل سورة هود، وعدد آيها تسع ومائة، وموضوعها يدور على إثبات أصول التوحيد وهدم الشرك وإثبات الرسالة والبعث والجزاء وما يتعلق بذلك من مقاصد الدين وأصوله، وهى موضوعات السور المكية.
ووجه مناسبتها لما قبلها أن السابقة ختمت بذكر رسالة النبي صلى اللّه عليه وسلم واختتمت بها هذه، وأن جلّ تلك فى أحوال المنافقين وما كانوا يقولونه وما كانوا يفعلونه حين نزول القرآن، وهذه فى أحوال الكفار وما كانوا يقولونه فى القرآن.
وليس التناسب بين السور سببا فى هذا الترتيب الذي بينهما، فكثيرا ما نرى سورتين بينهما أقوى تناسب فى موضوع الآيات، وقد فصل بينهما كما فعل بسورتى الهمزة واللهب وموضوعهما واحد، وقد يجمع بينهما تارة أخرى كما فعل بين سور الطواسين، وسور آل حاميم، وسورتى المرسلات والنبأ.
ومن الحكمة فى الفصل بين القوية التناسب فى المعاني - أنه أدنى إلى تنشيط تالى القرآن وأبعد به عن الملل وأدعى له إلى التدبر، ولهذه الحكمة عينها تفرّق مقاصد القرآن فى السورة الواحدة كالعقائد والأحكام العملية والحكم الأدبية والترغيب والترهيب والأمثال والقصص، والعمدة فى كل ذلك التوقيف والسماع.
[سورة يونس (١٠) : الآيات ١ الى ٢]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (١) أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ (٢)