ج ١٤، ص : ٥١
سورة النحل
هذه السورة مكية سوى ثلاث آيات من آخرها فإنهن نزلن بين مكة والمدينة منصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم من أحد.
وآيها ثمان وعشرون ومائة.
ووجه ارتباطها بما قبلها أنه لما قال فى السورة السالفة :« فو ربّك لنسألنهم أجمعين » كان ذلك تنبيها إلى حشرهم يوم القيامة وسؤالهم عما فعلوه فى الدنيا، فقيل :« أتى أمر اللّه » وأيضا فإن قوله فى آخرها :« واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين » شديد الالتئام بقوله أتى أمر اللّه.
[سورة النحل (١٦) : الآيات ١ الى ٢]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١) يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (٢)تفسير المفردات
أتى أمر اللّه : أي قرب ودنا، ويقال فى مجرى العادة لما يجب وقوعه قد أتى وقد وقع، فيقال لمن طلب مساعدة حان مجيئها، جاءك الغوث، وأمر اللّه عذابه للكافرين، والروح : الوحى وهو قائم فى الدين مقام الروح من الجسد، فهو محيى القلوب التي أماتها الجهل، من أمره : أي بأمره ومن أجله، أنذروا : أي خوّفوا، فاتقون : أي خافوا عقابى، لمخالفة أمرى وعبادة غيرى.