ج ١٨، ص : ٦٦
سورة النور
هى مدنية وآيها أربع وستون.
ووجه اتصالها بما قبلها :
(١) إنه قال فى السورة السالفة :« وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ » وذكر هنا أحكام من لم يحفظ فرجه من الزانية والزاني وما اتصل بذلك من شأن القذف وقصة الإفك والأمر بغضّ البصر الذي هو داعية الزنا، وأمر من لم يقدر على النكاح بالاستعفاف، والنهى عن إكراه الفتيات على الزنا.
(٢) إنه تعالى لما قال فيما سلف إنه لم يخلق الخلق عبثا بل للأمر والنهى - ذكر هنا جملة من الأوامر والنواهي.
روى عن مجاهد أنه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :« علّموا رجالكم سورة المائدة، وعلموا نساءكم سورة النور »
وعن حارث بن مضرّب رضى اللّه عنه قال :
كتب إلينا عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور.
[سورة النور (٢٤) : آية ١]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (١)
تفسير المفردات
أنزلناها : أي أعطيناها الرسول كما يقول العبد إذا كلم سيده : رفعت إليه حاجتى، والفرض : التقدير كما قال :« فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ » وقال :« إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ » والمراد هنا تقدير ما فيها من الحدود والأحكام على أتمّ وجه، بينات : أي واضحات الدلالة على ما فيها من الأحكام، ولعلّ هنا يراد بها الإعداد والتهيئة، تذكرون : أي تتذكرون وتتعظون.


الصفحة التالية
Icon