ج ٣٠، ص : ١٠٩
سورة الطارق
هى مكية، وآياتها سبع عشرة نزلت بعد سورة البلد.
مناسبتها لما قبلها :
(١) أنه ابتدأ هذه بالحلف بالسماء كالسورة قبلها.
(٢) أنه ذكر فى السابقة تكذيب الكفار للقرآن، وهنا وصف القرآن بأنه القول الفصل، وفيه ردّ على أولئك المكذبين.
[سورة الطارق (٨٦) : الآيات ١ الى ٤]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (١) وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (٢) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (٣) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (٤)
شرح المفردات
السماء : كل ما علاك فأظلك، الطارق : هو الذي يجنيئك ليلا، النجم الثاقب :
هو الذي يثقب ضوؤه الظلام كأن الظلام جلد أسود والنجم يثقبه، حافظ : أي رقيب يراقبها فى أطوار وجودها، وهو اللّه تعالى.
المعنى الجملي
أقسم سبحانه فى مستهل هذه السورة بالسماء ونجومها الثاقبة - إن النفوس لم تترك سدى ولم ترسل مهملة، بل قد تكفل بها من يحفظها ويحصى أعمالها وهو اللّه سبحانه.
وفى هذا وعيد للكافرين وتسلية للنبى صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه، فكأنه يقول لهم : لا تخزنوا لإيذاء قومكم لكم، ولا يضق صدركم لأعمالهم، ولا تظننّ أنا نهملهم ونتركهم سدى، بل سنجازيهم على أعمالهم بما يستحقون، لأنا نحصى عليهم أعمالهم


الصفحة التالية
Icon