ج ٣٠، ص : ١٢٠
سورة الأعلى
هى مكية وآياتها تسع عشرة، نزلت بعد سورة التكوير.
ومناسبتها لما قبلها - أنه ذكر فى تلك خلق الإنسان، وأشار إلى خلق النبات بقوله :« وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ ». وذكر هنا خلق الإنسان فى قوله :
« خَلَقَ فَسَوَّى ». وخلق النبات فى قوله :« أَخْرَجَ الْمَرْعى فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى » وقصة النبات هنا أوضح وببسط أكثر، وخلق الإنسان هناك أكثر تفصيلا.
أخرج الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي عن النعمان بن بشير « أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقرأ فى العيدين ويوم الجمعة (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى - وهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ) وإن وافق يوم الجمعة قرأهما جميعا ».
[سورة الأعلى (٨٧) : الآيات ١ الى ٥]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (٣) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى (٤)فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى (٥)
شرح المفردات
التسبيح : التنزيه، خلق : أي خلق الكائنات، فسوى : أي فسواها ووضع خلقها على نظام كامل، لا تفاوت فيه ولا اضطراب، قدّر : أي قدّر لكل حى ما يصلحه مدة بقائه، فهدى : أي هداه وعرّفه وجه الانتفاع بما خلق له، والمرعى :
كل ما تخرجه الأرض من النبات والثمار والزروع المختلفة، والغثاء : ما يقذف به السيل إلى جانب الوادي من الحشيش والنبات، والأجوى : الذي يضرب لونه إلى السواد. قال ذو الرمة :
لمياء فى شفتيها حوّة لعس وفى اللّثات وفى أنيابها شنب