ج ٣٠، ص : ٢٥٤
خيرى الدنيا والآخرة، وأما أنت فستبقى ذريتك، ويبقى حسن صيتك، وآثار فضلك إلى يوم القيامة.
وشانئوه ما كانوا يبغضونه لشخصه، لأنه كان محبّبا إلى نفوسهم، بل كانوا يمقتون ما جاء به من الهدى والحكمة، لأنه سفّه أحلامهم، وعاب معبوداتهم، ونادى بفراق ما ألفوه ونشئوا عليه.
وقد حقق اللّه فى شانئيه من العرب وغيرهم فى زمنه صلى اللّه عليه وسلم ما يستحقونه من الخذلان والخسران، ولم يبق لهم إلا سوء الذكر أما النبي صلى اللّه عليه وسلم، ومن اهتدى بهديه فإن اللّه رفع منزلتهم فوق كل منزلة، وجعل كلمتهم هى العليا.
قال الحسن رحمه اللّه : عنى المشركون بكونه أبتر : أنه ينقطع عن المقصود قبل بلوغه، واللّه بيّن أن خصمه هو الذي يكون كذلك ا ه.
وصلّ ربنا على نبيك محمد الذي أعليت ذكره، وأذللت شانئه، صلاة تبقى ما بقي الدهر.
سورة الكافرون
هى مكية، وآياتها ستّ، نزلت بعد سورة الماعون.
ومناسبتها لما قبلها - أنه فى السورة السابقة أمر رسوله صلى اللّه عليه وسلم بعبادته، والشكر له على نعمه الكثيرة، بإخلاص العبادة له، وفى هذه السورة التصريح بما أشير إليه فيما سلف.


الصفحة التالية
Icon