قوله تعالى ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (٩)﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما كان من المعلوم من أول ما فرغ السمع من الكتاب في الفاتحة وأول البقرة وأثنائها أن للناس يوماً يدانون فيه وصلوا بقولهم السابق قوله :﴿ربنا إنك جامع﴾ قال الحرالي : من الجمع، وهو ضم ما شأنه الافتراق والتنافر لطفاً أو قهراً انتهى.
﴿الناس﴾ أي كلهم ﴿ليوم﴾ أي يدانون فيه ﴿لا ريب فيه﴾ ثم عللوا نفي الريب بقولهم عادلين عن الخطاب آتين بالاسم الأعظم لأن المقام للجلال :﴿إن الله﴾ أي المحيط بصفات الكمال ﴿لا يخلف﴾ ولما كان نفي الخلف في زمن الوعد ومكانه أبلغ من نفي خلافه نفسه عبر بالمفعال فقال :﴿الميعاد﴾ وقال الحرالي : هو مفعال من الوعد، وصيغ لمعنى تكرره ودوامه، والوعد العهد في الخير انتهى.