قوله تعالى ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (٦٣)﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما ثبت ذلك كله سبب عنه تهديدهم على الإعراض بقوله - منبهاً بالتعبير بأداة الشك على أنه لا يعرض عن هذا المحل البين إلا من كان عالماً بأن مبطل، ومثل ذلك لا يظن بذي عقل ولا مروة، فمن حق ذكره أن يكون من قبيل فرض المحالات :﴿فإن تولوا﴾ أي عن إجابتك إلى ما تدعوا إليه ﴿فإن الله﴾ أي المحيط بكل شيء قدرة وعلماً ﴿عليهم﴾ بهم، هكذا كان الأصل، فعدل عنه لتعليق الحكم بالوصف تنفيراً من مثل حالهم فقال :﴿بالمفسدين﴾ أي فهو يحكم فيهم بعلمه فينتقم منهم فسادهم بعزته انتقاماً يتقنه بحكمته فينقلبون منه بصفقة خاسر ولا يجدون من ناصر. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ١٠٨﴾


الصفحة التالية
Icon