قوله تعالى ﴿ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (١١٣) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما كانت المعجزات إنما تطلب لإيمان من لم يكن آمن، وكان في هذا الجواب أتم زجر لهم، تشوف السامع إلى جوابهم فقيل : لم ينتهوا بل ﴿قالوا﴾ إنا لا نريدها لأجل إزالة شك عندنا بل ﴿نريد﴾ مجموع أمور :﴿أن نأكل منها﴾ فإنا جياع ؛ ولما كان التقدير : فتحصل لنا بركتها، عطف عليه :﴿وتطمئن قلوبنا﴾ أي بضم ما رأينا منها إلى ما سبق من معجزاتك من غير سؤالنا فيه ﴿ونعلم﴾ أي بعين اليقين وحقه أن قد صدقتنا} أي في كل ما أخبرتنا به ﴿ونكون عليها﴾ وأشاروا إلى عمومها بالتبعيض فقالوا :﴿من الشاهدين﴾ أي شهادة رؤية مستعلية عليها بأنها وقعت، لا شهادة إيمان بأنها جائزة الوقوع. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٥٧٠﴾
فصل
قال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا ﴾ نصب بأن.
﴿ وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشاهدين ﴾ عطف كله، بيّنوا به سبب سؤالهم حين نهوا عنه.
وفي قولهم :﴿ نَّأْكُلَ مِنْهَا ﴾ وجهان : أحدهما أنهم أرادوا الأكل منها للحاجة الداعية إليها ؛ وذلك أن عيسى عليه السلام كان إذا خرج اتبعه خمسة آلاف أو أكثر، بعضهم كانوا أصحابه، وبعضهم كانوا يطلبون منه أن يدعو لهم لمرض كان بهم أو عِلّة، إذ كانوا زَمْنى أو عميانا، وبعضهم كانوا ينظرون ويستهزئون، فخرج يوماً إلى موضع فوقعوا في مفازة، ولم يكن معهم نفقة فجاعوا وقالوا للحواريين : قولوا لعيسى حتى يدعو بأن تنزل علينا مائدة من السماء ؛ فجاءه شمعون رأس الحواريين وأخبره أن الناس يطلبون بأن تدعو بأن تنزل عليهم مائدة من السماء، فجاء شمعون رأس الحواريين وأخبره أن الناس يطلبون بأن تدعو بأن تنزل عليهم مائدة من السماء فقال عيسى لشمعون : قل لهم ﴿ اتقوا الله إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ فأخبر بذلك شمعون القوم فقالوا له : قل له :﴿ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا ﴾ الآية.