قوله تعالى ﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١١٨) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما كان هذا الذي سلف كله سؤالاً وجواباً وإخباراً حمد الله تعالى وثناء عليه بما هو أهله بالتنزيه له والاعتراف بحقه والشهادة له بعلم الخفايا والقدرة والحكمة وغير ذلك من صفات الجلال والجمال، وكان هذا السؤال يفهم إرادة التعذيب للمسؤول عنهم مشيراً إلى الشفاعة فيهم على وجه الحمد لله سبحانه وتعالى والثناء الجميل عليه لأن العذاب ولو للمطيع عدل، والعفو عن المعاصي بأيّ ذنب كان فضل مطلقاً، وغفران الشرك ليس ممتنعاً بالذات، قال :﴿إن تعذبهم﴾ أي القائلين بهذا القول ﴿فإنهم عبادك﴾ أي فأنت جدير بأن ترحمهم ولا اعتراض عليك في عذابهم لأن كل حكمك عدل ﴿وإن تغفر لهم﴾ أي تمح ذنوبهم عيناً وأثراً ﴿فإنك أنت﴾ أي خاصة أنت ﴿العزيز﴾ فلا أحد يعترض عليك ولا ينسبك إلى وهن ﴿الحكيم﴾ فلا تفعل شيئاً إلا في أعلى درج الإحكام، لا قدرة لأحد على تعقيبه ولا الاعتراض على شيء منه. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٥٧٦﴾
فصل
قال الفخر :
معنى الآية ظاهر، وفيه سؤال : وهو أنه كيف جاز لعيسى عليه السلام أن يقول ﴿وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ﴾ والله لا يغفر الشرك.