قوله تعالى ﴿ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٣٧) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما سلاه ﷺ فيما أخبرته من أقوالهم بما شرح صدره وسر خاطره، وأعلمه تخفيفاً عليه أن أمرهم إنما هو بيده، ذكَّره بعضَ كلامهم الآئل إلى التكذيب عقب إخباره بالحشر الذي يجازي فيه كلاًّ بما يفعل، فقال عطفاً على قوله ﴿وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا﴾ [ الأنعام : ٢٩ ] وقوله ﴿وقالوا لولا أنزل عليه ملك﴾ [ الأنعام : ٨ ] يعجب منه تعجيباً آخر :﴿وقالوا﴾ أي مغالطة أو عناداً أو مكابرة ﴿لولا﴾ أي هلا ﴿نزل﴾ أي بالتدريج ﴿عليه﴾ أي خاصة ﴿آية﴾ أي واحدة تكون ثابتة بالتدريج لا تنقطع، وهذا منهم إشارة إلى أنهم لا يعدون القرآن آية ولا شيئاً مما رأوه منه ﷺ من غير ذلك نحو انشقاق القمر ﴿من ربه﴾ أي المحسن إليه على حس ما يدعيه لنستدل بها على ما يقول من التوحيد والبعث.