قوله تعالى ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٠١) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما ختم بالتنزيه عما قالوا من الشريك والولد، استدل على ذلك التنزيه بأن الكل خلقه، محيط بهم علمه، ولن يكون المصنوع كالصانع، فقال :﴿بديع السماوات والأرض﴾ أي مبدعهما، وله صفة الإبداع، أي القدرة على الاختراع ثابتة، ومن كان كذلك فهو غني عن التوليد، فلذا حسن التعجب في قوله :﴿أنَّى﴾ أي كيف ومن أيّ وجه ﴿يكون له ولد﴾ وزاد في التعجيب بقوله :﴿ولم﴾ أي الحال أنه لم ﴿يكن له صاحبة و﴾ الحال أنه ﴿خلق كل شيء﴾ أي مقدور ممكن من كل صاحبة تفرض، وكل ولد يتوهم، وكل شريك يدعي فكيف يكون المبدع محتاجاً إلى شيء من ذلك على وجه التوليد أو غيره.
ولما كانت القدرة لا تتم إلا بشمول العلم قال :﴿وهو﴾ ولم يضمر تنبيهاً على أن عموم العلم لا تخصيص فيه كالخلق فقال :﴿بكل شيء عليم﴾ أي فهو على كل شيء قدير، لأن شمول العلم يلزمه تمام القدرة - كما يأتي برهانه إن شاء الله في طه، ومن كان له ولد لم يكن محيط العلم ولا القدرة، بل يكون محتاجاً إلى التوليد. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٦٨٩﴾
" القراءات والوقوف "
قال العلامة النيسابورى رحمه الله :
القراءات :﴿ ولم يكن ﴾ بياء الغيبة : قتيبة ﴿ درست ﴾ بتاء التأنيث : ابن عامر وسهل ويعقوب ﴿ دارست ﴾ بتاء الخطاب من المدارسة : ابن كثير وابو عمرو. والباقون بتاء الخطاب ﴿ درست ﴾ من الدرس. ﴿ عدوّاً ﴾ على فعول بالضم : يعقوب. الباقون ﴿ عدوا ﴾ على فعل. ﴿ إنها إذا جاءت ﴾ بالكسر : ابن كثير وأبو عمرو وسهل ويعقوب وخلف وقتيبة ونصير وأبو بكر وحماد. الباقون : بالفتح. ﴿ لا تؤمنون ﴾ بتاء الخطاب : ابن عامر وحمزة. الباقون : على الغيبة.