قوله تعالى ﴿ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (٩) ﴾
" فصل "
قال البقاعى :
﴿ومن خفت﴾ أي طاشت ﴿موازينه﴾ أي التي توزن فيها الأعمال الصالحة ﴿فأولئك﴾ المبعدون ﴿الذين خسروا أنفسهم﴾ أي التي هي رأس مالهم فكيف بما دونها ﴿بما كانوا بآياتنا﴾ أي على ما لها من العظمة ﴿يظلمون﴾ أي باستمرار ما يجددونه من وضعها في غير المحل الذي يليق بها فعل من هو في ظلام ؛ قال الحسن، وحق الميزان توضع فيه الحسنات أن يثقل، وحق لميزان توضع فيه السيئات أن يخف. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ١٠﴾
فصل
قال الفخر :
اعلم أن هذه الآية فيها مسائل :
المسألة الأولى :
أنها تدل على أن أهل القيامة فريقان منهم من يزيد حسناته على سيئاته، ومنهم من يزيد سيئاته على حسناته، فأما القسم الثالث وهو الذي تكون حسناته وسيئاته متعادلة متساوية فإنه غير موجود.
المسألة الثانية :
قال أكثر المفسرين المراد من قوله :﴿وَمَنْ خَفَّتْ موازينه﴾ الكافر والدليل عليه القرآن والخبر والأثر.