قوله تعالى ﴿ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (٢٤) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما تشوفت النفس إلى جواب العلي الكبير سبحانه، أجيبت بقوله ﴿قال اهبطوا﴾ أي إلى دار المجاهدة والمقارعة والمناكدة حال كونكم ﴿بعضكم لبعض عدو﴾ أي أنتما ومن ولدتماه أعداء إبليس ومن ولد، وبعض أولادكم أعداء لبعض، ولا خلاص إلا باتباع ما منحتكم من هدى العقل وما أنزلت إليكم من تأييده بالنقل، وفي ذلك تهديد صادع لمن له أدنى مسكة بالإشارة إلى قبح مغبة المخالفة ولو مع التوبة، وحث على دوام المراقبة خوفاً من سوء المعاقبة ﴿ولكم في الأرض﴾ أي جنسها ﴿مستقر﴾ أي موضع استقرار كالسهول وما شابهها ﴿ومتاع إلى حين﴾ أي انقضاء آجالكم ثم انقضاء أجل الدنيا. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ١٨﴾

فصل


قال الفخر :
اعلم أن هذا الذي تقدم ذكره هو آدم، وحواء، وإبليس، وإذا كان كذلك فقوله :﴿اهبطوا﴾ يجب أن يتناول هؤلاء الثلاثة ﴿بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾ يعني العداوة ثابتة بين الجن والإنس لا تزول ألبتة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٤ صـ ٤٢﴾


الصفحة التالية
Icon