قوله تعالى ﴿ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤٧) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما دل ما تقدم على أنهم مقبلون على الجنة وأهلها، قال مرغباً مرهباً :﴿وإذا صرفت﴾ بناه للمفعول لأن المخيف لهم الصرف لا كونه من معين ﴿أبصارهم﴾ أي صرفها صارف من قبل الله بغير اختيار منهم ﴿تلقاء﴾ أي وجاه ﴿أصحاب النار﴾ أي بعد استقرارهم فيها فرأوا ما فيها من العذاب ﴿قالوا﴾ أي أصحاب الأعراف حال كونهم لم يدخلوها وهم يخافون مستعيذين منها ﴿ربنا﴾ أي أيها المحسن إلينا في الدنيا بكل إحسان وفي الآخرة بكونك لم تدخلنا إلى هذا الوقت إلى النار ﴿لا تجعلنا مع القوم الظالمين﴾ بأن تدخلنا مدخلهم. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٣٧﴾
اللغة :﴿ تَأْوِيلَهُ ﴾ عاقبة أمره وما يئول إليه من آل يئول إذا صار إليه ﴿ استوى ﴾ الاستواء : العلوّ والاستقرار قال الجوهري : استوى على ظهر الدابة استقرّ : واستوى إلى السماء قصد، واستوى الشيءُ إذا اعتدل ﴿ يُغْشِي ﴾ يغطيّ ﴿ حَثِيثاً ﴾ سريعاً والحثُّ : الإِعجال والسرعة ﴿ تَبَارَكَ ﴾ تفاعل من البركة وهي الكثرة والاتساع قال الأزهري : تبارك أي تعالى وتعاظم وارتفع ﴿ تَضَرُّعاً ﴾ تذللاً واستكانة وهو إظهار الذل الذي في النفس مع الخشوع ﴿ وَخُفْيَةً ﴾ سراً ﴿ بُشْراً ﴾ مبشرة بالمطر ﴿ أَقَلَّتْ ﴾ حملت ﴿ نَكِداً ﴾ العِسر القليل ﴿ آلاء ﴾ [ النجم : ٥٥ ] الآلاء النِّعَم واحدها « لَى » كمِعَى. أ هـ ﴿صفوة التفاسير حـ ١ صـ ٤٤٩﴾