قوله تعالى ﴿ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٦٩) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما كان يعرف ما يعتقدونه من أمانته وعقله، وظن أنه ما حملهم على هذا إلا العجب من أن يطلع على ما لم يطلعوا عليه، أنكر عليهم ذلك ذاكراً لما ظنه حاملاً لهم ملوحاً بالعطف إلى التكذيب فقال :﴿أو عجبتم﴾ أي أكذبتم وعجبتم ﴿أن جاءكم ذكر﴾ أي شرف وتذكير ﴿من ربكم﴾ أي الذي لم يقطع إحسانه عنكم قط، منزلاً ﴿على رجل منكم﴾ أي عزه عزكم وشرفه شرفكم فما فاتكم شيء ﴿لينذركم﴾ أي يحذركم ما لمن كان على ما أنتم عليه من وخامة العاقبة.


الصفحة التالية
Icon