قوله تعالى ﴿ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (٩٩) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما كان ضلالهم - الذي نسبوا فيه الأمر إلى غير أهله - أشنع ضلال لتضمنه التعطيل وما يجر إليه من الأباطيل، كرر الإنكار عليهم على وجه أشد من الأول فقال مسبباً الإنكار عما أثبت هذا الكلام من العظمة التي لا يتمارى فيها ذو لب :﴿أفأمنوا مكر الله﴾ أي فعله الذي يشبه المكر بأخذ الإنسان من حيث لا يشعر بالاستدراج بما يريد من النعم والنقم ؛ وسبب عن ذلك قوله :﴿فلا يأمن مكر الله﴾ أي الذي لا أعظم منه فلا يرد له أمر ﴿إلا القوم الخاسرون﴾ أي الذين كانت قواهم سبباً لعراقتهم في الأفعال الضارة والخصال المهلكة. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٧٥﴾

فصل


قال الفخر :
ثم قال تعالى :﴿أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ الله﴾ وقد سبق تفسير المكر في اللغة، ومعنى المكر في حق الله تعالى في سورة آل عمران عند قوله :﴿وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ الله﴾ [ آل عمران : ٥٤ ] ويدل قوله :﴿أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ الله﴾ أن المراد أن يأتيهم عذابه من حيث لا يشعرون.


الصفحة التالية