قوله تعالى ﴿ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٦٤) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما أخبر أن الفسق ديدنهم، أكده بقوله عطفاً على ﴿إذ يعدون﴾ [ الأعراف : ١٦٣ ] ﴿وإذ﴾ أي واسألهم عن خبرهم حين ﴿قالت أمة منهم﴾ أي جماعة ممن يعتبر ويقصد من الواعظين الصالحين الذين وعظوا حتى أيسوا لأمة أخرى منهم لا يقلعون عن الوعظ تخويفاً للموعوظين بما يتجاوزون به ﴿لم تعظون قوماً﴾ أي معتمدين على قوتهم ﴿الله﴾ أي الذي له الملك كله ﴿مهلكهم﴾ أي لا محالة لأنهم لا ينتهون عن الفساد ولا يتعظون بالمواعظ ﴿أو معذبهم عذاباً شديداً﴾ أي بعظيم ما يرتكبونه وتماديهم فيه ﴿قالوا﴾ أي الأمة الأخرى من الواعظين : وعظنا ﴿معذرة إلى ربكم﴾ أي المحسن إليكم بالحفظ عما وقعوا فيه من الذنب والإقبال على الوعظ حتى إذا سئلنا عن أمرنا في عصيانهم نقول : فعلنا في أمرهم جهدنا، هذا إن لم يرجعوا ﴿ولعلهم يتقون﴾ أي وليكون حالهم حال من يرجى خوفه لله فيرجع عن غيه. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ١٤١﴾