قوله تعالى ﴿ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (١٧٨) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما كان ذلك محل عجب ممن يميل عن المنهج بعد إيضاحه هذا الإيضاح الشافي، قال جواباً لمن كأنه قال : فما لهم لا يؤمنون؟ مفصلاً لقوله ﴿ولو شئنا لرفعناه بها﴾ [ الأعراف : ١٧٦ ] :﴿من يهد الله﴾ أي يخلق الهداية في قلبه الملك الأعظم الذي لا أمر لأحد معه ﴿فهو المهتدي﴾ أي لا غيره.
ولما كان في سياق الاستدلال على أن أكثر الخلق هالك بالفسق ونقض العهد، وحد ﴿المهتدي﴾ [ الأعراف : ١٧٧ ] نظراً إلى لفظ ﴿من﴾ وجمع الضال نظراً إلى معناها فقال :﴿ومن يضلل فأولئك هم﴾ أي البعداء البغضاء خاصة لا غيرهم ﴿الخاسرون﴾ إذ لا فعل لغيره أصلاً، والآية من فذلكة ما مضى، وما أحسن ختمها بالخسران في وعظ من ترك الآخرة بإقباله على أرباح الدنيا وأعرضها الفانية، ثم تعقيبها بذرء جهنم الذين لا أخسر منهم.


الصفحة التالية
Icon