قوله تعالى ﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (١٨١) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما أخبر تعالى عن ذرء جهنم من القبلتين، تشوف السامع إلى معرفة حال الباقين منهما، فقال مصرحاً بالخبر عنهم عاطفاً على ﴿ولقد ذرأنا﴾ [ الأعراف : ١٧٩ ] مشيراً بمن التبعيضية إلى قتلهم تصديقاً لقوله ﴿وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين﴾ [ الأعراف : ١٠٢ ] ﴿وممن خلقنا﴾ أي بما لنا من العظمة ﴿أمة﴾ أي جماعة عرفت من هو أهل لأن يؤم ويهتدى به فقصدته فاقتبست من أنواره فصارت هي أهلاً لأن تقصد ويؤتم بها.
ولما أفهم لفظ الأمه هذا صرح به في قوله :﴿يهدون بالحق﴾ أي الثابت الذي يطابقه الواقع ﴿وبه﴾ أي الحق خاصة ﴿يعدلون﴾ أي يجعلون الأمور متعادلة، لا زيادة في شيء منها على ما ينبغي ولا نقص، لأنا وفقناهم فكشفنا عن بصائرهم حجاب الغفلة التي ألزمناها أولئك، قال أكثر المفسرين : هم أمة محمد ـ ﷺ ـ، ورواه بعضهم عن النبي ـ ﷺ ـ وأبهم الأمر بعد تعيين قوم موسى عليه السلام تعظيماً لهم. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ١٦١﴾


الصفحة التالية