قوله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (٢٠) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما كان سبب ما أحله بالكفار - من الإعراض عن إجابتهم فيما قصدوا من دعائهم ومن خذلانهم في هذه الوقعة وإيجاب مثل ذلك لهم أبداً - هو عصيانهم الرسول وتوليهم عن قبول ما يسمعونه منه من الروح ؛ حذر المؤمنين من مثل حالهم بالتمادي في التنازع في الغنيمة أو غيرها فقال :﴿يا أيها الذين آمنوا﴾ أي ادعوا ذلك ﴿أطيعوا الله﴾ أي الذي له جميع العز والعظمة ﴿ورسوله﴾ تصديقاً لدعواكم الإيمان.
ولما كانت طاعة الرسول هي طاعة الله لأنه إنما يدعوه إليه وإنما خلقه القرآن، وحد الضمير فقال :﴿ولا تولوا عنه﴾ أي عن الرسول في حال من الأحوال، في أمر من الأوامر من الجهاد وغيره، من الغنائم وغيرها، خف أو ثقل، سهل أو صعب ﴿وأنتم﴾ اي والحال أنكم ﴿تسمعون﴾ أي لكم سمع لما يقوله، أو وأنتم تصدقونه، لأن ارتكاب شيء من ذلك يكذب دعوى الإيمان وينطبق على أحوال الكفار، وإلى ذلك إشارة بقوله :﴿ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون﴾. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ١٩٩﴾