قوله تعالى ﴿ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما كان ذلك ربما دعا السامع إلى أن يقول : ما للقادر لم يقبل بمن هذا شأنه إلى الخير؟
أجاب بأنه جبلهم من أول الأمر - وله أن يفعل في مِلكه ومُلكه ما يريد - جبلة عريقة في الفساد، وجعل جواهرهم شريرة كجوهر العقرب التي لا تقبل التأديب بوجه ولا تمر بشيء إلا لسبته، فعلم سبحانه أنه لا خير فيهم فتركهم على ما علم منهم ﴿ولو علم الله﴾ أي الذي له الكمال كله ﴿فيهم خيراً﴾ أي قبولاً للخير ﴿لأسمعهم﴾ أي إسماعاً هو الإسماع، وهو ما تعقبه الإجابة المستمرة.